عدد الرسائل : 33 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 07/07/2008
موضوع: أفٌّ لنفوسٍ لا يهذبها رمضان 18/08/10, 12:40 am
]أفٌّ لنفوسٍ لا يهذبها رمضان
إن الغاية الأولى والهدف الأسمى من صيام رمضان... إعداد القلوب للتقوى ومراقبة الله ..
ف: الصوم يجعل القلوب لينة رقيقة .. يجعلها وجلة حية ذات شفافية وحساسية ..
ف :الصوم يوقظ القلوب | والإسلام لا يقود الناس بالسلاسل إلى الطاعات .. إنما يعالجهم بمخاطبة الضمير، ويقودهم بالتقوى، ومراقبة الله ..
ومن أعظم ثمار الصيام: صقل النفوس وترقيق القلوب وتربيتها على تقوى الله وخشيته .. يقول القسطلاني معدداً لثمرات الصوم وذكر منها : "رقة القلب، وغزارة الدمع، وذلك من أسباب السعادة؛ فإن الشبع مما يذهب نور العرفان، ويقضي بالقسوة والحرمان " ..
ف : الصيام فيه كسر للنفس وتخلية القلب للذكر والفكر | والصيام يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم .. فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم .. فتسكن بالصيام وساوس الشيطان، وتنكسر سورة الشهوة والغضب ..
إذاً فلآ تحرم نفسك حقيقة الصيام .. فليس رمضان إمساكًا عن الطعام والشراب فقط .. وسجودًا وركوعًا، والقلب هو القلب قاس عاص، غافل لاهـ .. الغناء يطرب الآذان، وللعينين أُطلق العنان .. وفي اللسان كذب وغيبة، وسب ولعان .. وفي البيع والشراء غش وربا،
ف :أف لنفوس لم يهذبها الجوع .. ولم يدربها السجود والركوع ..
ف :الصيام تدريب للنفوس .. وتعويد لها على الصبر وترك الشهوات .. يدخل رمضان ويخرج وهي هي لم تتغير .. يجوع ويعطش وقلبه هو قلبه، ومعاصيه هي معاصيه، يركع ويسجد، ويسهر ويتعب، وحاله هي حاله، ولسانه هو لسانه ..
نعوذ بالله من حال هؤلاء .. فلو قيل لأهل القبور تمنوا، لَتمنوا يوماً من رمضان، وهؤلاء كلما خرجوا من ذنب دخلوا في آخر ..
يَ هؤلاء ! إلى متى فأنتم في رمضان، شهر التوبة والغفران .. !!!!
يَ هؤلاء ! أنتم في شهر تغلق أبواب النيران، وتفتح الجنان، وتصفد الجان .. فَ دونك نفسك أيها الإنسان ..
يَ هؤلاء ! لقد سُلسل الشيطان، وخمدت نيران الشهوات بالصيام .. فَانعزل سلطان الهوى، وصارت الدولة لحاكم العقل بالعدل .. فلم يبق للعاصي عذر ..
ها نحن أقبلنا على رمضان ~ فَ يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي .. ويا شموس التقوى والإيمان اطلعي .. ويا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي .. ويا قلوب الصائمين اخشعي .. ويا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي .. ويا ذنوب التائبين لا ترجعي .. يا أرض الهوى ابلعي ماءك ويا سماء النفوس اقلعي .. يا خواطر العارفين ارتعي .. ويا همم المحبين بغير الله لا تقنعي ..
إضاءة ! أخروا السحور .. فهو السنة التي أمرنا بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. وفي هذا فضائل .. ولو لم يكن سوى إدراك لحظات السحر لكفى .. فلا تفوتك فهي أجمل الأوقات .. وتذوق فيها حلاوة المناجاة لله .. فلها أثر عجيب على النفس لا يمكن أن تجده في غيره من الأوقات