- عقائد السنة وعقائد الشيعة - صالح الورداني ص 199 : |
فقد ترتب على القول بعدالتهم أمور منها :
1 - عدم جواز البحث عن حالهم فإذا وصلت الرواية إلى أحدهم انكسر القلم وخرس المنطق فلا يجري عليهم قانون الجرح
والتعديل .
2 - حمل كل ما صدر عنهم من هفوات وعثرات ومذلات ومخالفات على الاجتهاد ، فإنه أحسن لجميع المصائب والويلات .
3 - من يجرح أحدهم فهو خارج عن الدين زنديق يريد أن يجرح الشهود ليبطل الكتاب والسنة لأنهم هم الذين حملوها إلينا
( 1 ) .
وليس فقط موقف الشيعة المتشدد هذا تجاه الصحابة هو الذي يستفز أهل السنة ويدفعهم إلى الهجوم عليها والطعن فيها ، بل إن مما يستفز أهل السنة أكثر الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان ولا تستثنيهم من موقفها بل تركز موقفها عليهم .
فالخلفاء الثلاثة في نظر الشيعة يحملون القدر الأكبر من الانحراف الذي حدث بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله . وهم إن كانوا يعدلون بعض الصحابة فقد استثنوا الخلفاء من هذا التعديل بل قدموا هؤلاء الصحابة عليهم . فعمار وأبو ذر وسلمان
وحذيفة والمقداد وجابر بن عبد الله وبلال وغيرهم مقدمون على أبي بكر وعمر وعثمان . كما يعتقدون أن محاولة رفع الخلفاء الثلاثة وتقديسهم إنما هي من صنع السياسة بهدف ضرب الإمام علي وخط أهل البيت عليهم السلام ( 2 ) .
ونفس الموقف على أمهات المؤمنين ، فالشيعة لا تعدل عائشة ولا حفصة وتقدم عليهما السيدة خديجة وأم سلمة . وتعتقد أن رفع عائشة وتقديسها إنما هو غرض سياسي الهدف منه تحجيم دور السيدة خديجة في حركة الدعوة وتقليص حجم السيدة فاطمة عليها السلام ومكانتها الشرعية ( 3 ) .