[b][size=12][size=16]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كل عام و انتم بخير جميعا بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
من أشهر معالم رمضان ومظاهره المحببة إلي الصغار والكبار معا هو فانوس رمضان بأشكاله المختلفة، فلا يكاد يخلو شارع من فانوس ضخم مصنوع من المعدن و الزجاج الملون أو من الخشب وورق السلوفان يلتف حوله الصغار والكبار مستبشرين بقدوم هذا الشهر المبارك ولياليه الكريمة يوجد ايضان انواع من الفوانيس مثل فانوس يقاد بالشمع او باللمبه.
قصة استخدام الفوانيس
استخدم الفانوس فى صدر الإسلام فى الإضاءة ليلاً للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب وقد عرف المصريون فانوس رمضان عند دخول المعز لدين الله الفاطمى القاهرة ليلاً 358 هـ فخرج أهلها يستقبلونه عند أبواب المدينة وكان ذلك في اليوم الخامس من رمضان فحملوا المشاعل لكن الصناع المصريين المهرة رأوا أن هذا اليوم رياحه شديدة وأن المشاعل قد تسبب مشاكل إذا ما تطايرت النيران مما يهدد بإفساد الاستقبال فكان أن استخدموا الفانوس بدلاً من المشاعل .
وقد تحول الفانوس من وظيفته الأصلية فى الإضاءة ليلاً إلى وظيفة أخرى ترفيهية حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بالهدايا من أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون ، كما صاحب هؤلاء الأطفال – بفوانيسهم – المسحراتي ليلاً لتسحير الناس ، حتى أصبح الفانوس مرتبطاً بشهر رمضان وألعاب الأطفال وأغانيهم الشهيرة فى هذا الشهر ومنها وحوي وحوي
صناعة الفانوس
وقد بدأت صناعة الفوانيس منذ العصر الفاطمى تتخذ مساراً حرفياً وإبداعياً فى الوقت ذاته ، فظهرت طائفة من الحرفيين فى صناعة الفوانيس بأشكالها المتعددة وتزيينها وزخرفتها ، ولم يتشكل الفانوس فى صورته الحالية إلا فى نهاية القرن التاسع عشر وأصبح يُستخدم – إلى جانب لعب الأطفال – فى تزيين وإضاءة الشوارع ليلاً – كما كانت وظيفته الأصلية – خلال شهر رمضان رغم وجود وسائل الإضاءة الحديثة وارتبطت صناعة الفانوس فى القاهرة الفاطمية بأحياء الدرب الأحمر وبركة الفيل التى اشتهر بها ورشة الحاج محمد بلاغة ، وشارع السد بالسيدة زينب حيث اشتهر من الحرفيين أولاد أم إبراهيم ويسمى الحرفى فى صناعة الفوانيس بـ"السمكرى البلدى" ، ويبدأ الحرفيون فى العمل بعد انتهاء عيد الفطر مباشرة حيث يكون العمل تحضيرياً فقط ويصل إلى ذروته قبل حلول شهر رمضان ببضعة اشهر
هيئة الفانوس
ويصنع هيكل الفانوس جميعه من الصفيح لسهولة قصه وخفته ويزين بنقوش دقيقة عند قاعدته وقمته ، ويعلوه (علاقة) مستديرة لحمله ، يليها (القبة) وتتكون عادة من شرائح رقيقة عديدة قصت لتصطف إلى جوار بعضها بدقة وإتقان ، وقد يتدلى من حواف هذه القبة كحلية عدة شرائط مستطيلة تسمى (دلايات) . وقد يكون للفانوس باب يفتح ويقفل لوضع الشمع فى (الشماعة) بداخله ، وقد يكون دون باب ويحل محله ما يسمى (عرق) وهى قاعدة يسهل فصلها عن الفانوس تسمى (كعب) يعلوها الشماعة ثم ترشق فى الفانوس عقب وضع الشمع مرة أخرى . ويبدأ زجاج الفانوس من مقرنص – شقة البطيخة (مربع أو مدور) – شمسية – بدلاية . ومن الفوانيس مايصنع أعلى بشرائح مثلثة تسمى (مشطوبة) ، يليها زجاج واجهاته وهو إما عدل أو محرود أو بيضى الشكل ويسمي لوح
أشكال الفوانيس ومسمياتها
تفنن الصانع الشعبى فى إعداد الفانوس فى أشكال شتى وأنماط متعددة لكل منها اسم معين ، وفى الفوانيس كبيرة الحجم كان الحرفى يحرص على تسجيل اسمه عليها ، فمنها ما هو مكتوب عليه (كمال أو طه) . ومن هذه الأشكال ما اختفى واندثر كفانوس (طار العائلة ويسمى أيضاً أبو نجمة – والشيخ على – وعبد العزيز) . وأصغر فوانيس رمضان حجماً يسمى (فانوس عادى أو بز) وهو فانوس رباعى الشكل وقد يكون له باب – ذو مفصلة واحدة – يُفتح ويًغلق لوضع الشمعة بداخله ، أو يكون ذو كعب ولا يتعدى طوله العشرة سنتيمترات ، أما أكبرها فيسمى (كبير بأولاد) وهو مربع عدل وفى أركانه الأربعة فوانيس أخرى أصغر حجماً ، و (مقرنس أو مبزبز كبير) وهو بشكل نجمة كبيرة متشعبة ذات إثنى عشر ذراعاً . ومن الفوانيس ما هو (عدل) ويتساوى اتساع قمته مع قاعدته ، ومنها ما هو (محرود) وتنسحب قمته بضيق نحو قاعدته ومن ثم فقد تعددت أسماء الأشكال الأخرى لفانوس رمضان ، فمنها : مربع عدل – مربع محرود – مربع برجلين - مسدس عدل – مسدس محرود – أبو حشوة (وله حلية منقوشة من الصفيح أسفل شرفته – مربع بشرف (أى له شرفة منقوشة من الصفيح حول قمته) – أبو لوز ويُطلق عليه فانوس فاروق أو فانوس أبو شرف وهو يُشبه فانوس بز لكنه أكبر منه فى الحجم – أبو حجاب – أبو عرق – مقرنص الذى تكون جوانبه على شكل المقرنصات الموجودة بالمساجد – شقة البطيخة (مربع أو مدور) – شمسية بدلاية - البرلمان -تاج الملك ، ومن الفوانيس ما يتخذ شكل الترام والقطار والمركب والمرجحية وهذه يعلق بها عدد من فوانيس البز الصغيرة لتدور حولها مشابهة لمراجيح الموالد والمواسم والأعياد ، وأحدث هذه الأنواع الشويبسى والشمامة . وتُشير المصادر الميدانية إلى أشكال أخرى كان يقوم بها صناع من القاهرة ثم استقروا فى بورسعيد والإسماعيلية ، فأصبحت تنسب إلى هاتين المدينتين ، وترسل لتباع فى أسواق القاهرة وتخرج فى شكلها عن الطابع التقليدى المعروف إلى شكل فانوس الهواء ، وفى كون زجاجها الملون قطعة واحدة كروية أو بيضية مستطيلة حسب تدرج أحجامها ، ويسمى أصغرها (سهارى) ثم تتدرج فى الكبر لتسمى على التوالى (فنيار نمرة 3 ، 4 ، 5 ، 7) وارتبطت أشكال الفوانيس ببعض الأحداث التى تأثر بها الصانع الشعبى ، وبخاصة الأحداث المرتبطة بالحرب ضد العدو ، فنجد فوانيس فى شكل الدبابة والطيارة و الصاروخ ومنه الخماسى الشكل والسداسى وآخر أُطلق عليه علامة النصر وهو على شكل سبعة رمزاً لعلامة النصر
وقد ظهرت أشكال جديدة ودخيلة من الفوانيس ، والتى يتم استيرادها من الصين وتايوان وهونج كونج ، وهى مصنوعة – ميكانيكياً – من البلاستيك وتتخذ أحجام تبدأ من الصغير جداً والذى قد يُستخد كمديلية مفاتيح – إلى الأحجام المتوسطة والكبيرة نسبياً ، وتُضاء جميعها بالبطارية ولمبة صغيرة ، وتكون أحياناً على شكل عصفورة أو جامع أو غير ذلك من الأشكال التى تجذب الأطفال ، ومزودة بشريط صغير يُردد الأغانى والأدعية الرمضانية ، فضلاً عن بعض الأغانى الشبابية المعروفة للمغنيين الحاليين . ولا شك أن هذه الأنواع الدخيلة تُهدد الصناعة المحلية التى تميزت بإنتاج الفانوس الشعبى ذو القيم الجمالية الأصيلة والذى يحمل رموز وإبداعات الشعب المصرى عبر التاريخ
صور لبعض الفوانيس
[/size][/size][/b]
سما2000 المراقب العام
عدد الرسائل : 5444 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 22/05/2008