الأصل أن الميتة حرام لأنها مجمع للدم المسئول عن جذب الميكروبات فلم تمت الميتة إلا لأن العدد البكتيري فيها وصل حداً لا ينفع العلاج بعده لا للحيوان ولا لآكله ولكن ميتة الجراد حلال فهذه هي الآية التي يجب التفكر فيها وإذا قال قائل لما الكبد والطحال حلال وهما مشبعتان بالدم -موئل الميكروبات- فنقول له أن الكبد والطحال خاليان من ألياف الميوسين myosinوالأكتينactin ومن الكالسيوم القاسي الذي بينهما الموجودين في اللحم ( وحتى في لحمة القلب ) الذين يحولوا دون استواء اللحم عند الطبخ وبالتالي عدم القضاء بتاتاً على الميكروبات،أما الكبد والطحال فيستويان على درجة حرارة بسيطة فكيف إذا طبخا -لا يبقى أي أثر لجرثومة بل على العكس نستفيد من البروتين البكتيري الموجود والذي قتل بالطبخ .
وعَنْ أَبِى عُثْمَانَ النَّهْدِىِّ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ سُئِلَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْجَرَادِ فَقَالَ « أَكْثَرُ جُنُودِ اللَّهِ لاَ آكُلُهُ وَلاَ أُحَرِّمُهُ ». رواه أَبُو دَاوُدَ . وقد روى الحافظ ابن عساكر في جزء جمعه في الجراد، عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكل الجراد، ولا الكلوتين، ولا الضب، من غير أن يحرمها. أما الجراد: فرجز وعذاب. وأما الكلوتان: فلقربهما من البول. وأما الضب فقال: "أتخوف أن يكون مسخا" .