من المسؤول عن كل الذي حدث أليس هو؟
أم إلى أم ظلت فترة طويلة تنظر هذا الولد وبعد مرور فترة طويلة و أخيرا جاءتها البشرى بأنها أصبحت حاملا أي بمرور فترة قصيرة ستصبح أم وما هي إلا شهور قليلة مضت حتى ظهرت عليها علامات الطلق وقد أخرجت من أحشائها ولد ذو جمال فارع فآخذته بحظنها وهي تبكي وتشكر الله تعالى على هذه العطية فاخذ الطفل ثديها ليرضع ما وهب أليه من خالق الأكوان ذلك الحليب الصافي 000ومرت الأيام والسنون وهو يكبر شيئا فشيء وهي تراقبه وحينما يمرض لا تنام ذلك اليوم وتسهر معه حتى الفجر وتتمنى أن يكون المرض فيها وليس هو الذي يمرض ومرت السنون وإذا ابنها اصبح شابا وفجأة جاءها نبا قتل ابنها لقد اخذ الصياح منها مأخذا كبيرا حتى فقدت الحركة والنطق وحينما عادت إلى الوعي أصبحت مكسورة الفؤاد تلطم الخدود وتشق الجيوب من هول المصيبة التي وقعت عليها بدون مقدمات ولا وداع وطالما تمنت أن تقبله قبل أن يفارقها ولا تدري ما تفعل اكثر من ذلك ومرت عليها صور ابنها كيف ولدته ؟ وكيف رضعته؟ وكيف نشا وترعرع؟
وكيف اصبح شابا يافعا؟
أيدرى هذا الذي قتل ما فعل بهذه الأم المسكينة التي خارت قواها وتتمنى الموت بدلا من الحياة التي بقيت بها لوحدها؟
وان قتلت نفسها قولوا لي بربكم من المسؤول عن الذي حدث أليس هو؟
أين من زوجته التي فقدت زوجها بطلقات آثمة غادرة صدرت من إنسان خبيث بكل معنى الكلمة00
وهاهي تمر أيام زواجها وكيف تعرفت إلى ذلك الشاب حيث كان قريبها وتنظر إليه من بعيد كلما يأتي إلى بيتهم ليزور عمه ونظرات الحب تسيل من عينيها وتظهر على وجهها علامات الخجل حيث يحمر وجهها كلما رأته أو تكلمت عنه أو حينما يذكر اسمه بين أخواتها فقلبها الصغير يطير فرحا بما يسع ويذهب خيالها بعيدا يسبح في الأفاق وكان الدنيا أعطتها احسن ما لديها تتمنى أن تأخذه بعيدا عن الناس إلى مكان بعيد بين النجوم وفي السماء السحيقة لتنظر إليه وتعبر له عن حبها البريء وأشواقها وطهرتها له وهي في أحلامها، طرق الباب وإذا بالحبيب الموعود وأمه وأبيه يستأذنون في الدخول وكأنها أزفت البشرى لها وها هو حلمها تحقق واصبح وقعا كمثل الشمس التي لا يمنعها الغربال من الظهور وبدأت الزغاريد تطلق من كل مكان في البيت فرحا بهذه المناسبة التي ضمت قلبين طاهرين ليحنو واحد على الآخر ولينجبوا ذرية صالحة تبارك لهم في الأرض وفي السماء 000وبالفعل قد حدد يوم الزفاف ليجمع القلبين في غرفة واحدة بعيدا عن العالمين لينشأ الحب الطاهر بينهما ويتنفس تنفس الصعداء لتقوى أواصر المحبة بينهما وتمر الأيام والسنون حتى ازداد الشوق بين الزوجين وكأنما خلقا من طينة واحدة وجسد واحد بحيث لا يستطيع أحدهما أن يستغني عن الآخر وأزداد الحب بين قلبيهما حينما علم الزوج أن زوجته حاملا بمولدها الأول وعن قرب الولادة اخذ يجد ويجتهد في العمل حتى يمكن أن يجمع اكبر كمية من النقود ليسهل عملية الولادة وما تحتاجه من مصاريف ثقيلة عليه ولكنه لا يبالي بالتعب و أنهاك جسده الضعيف فيتحمل الآلام والنصب فيرجع إلى البيت وهو مشلول الحركة وتلاعبه بكلمات تطيب خاطره حتى ينسى مما هو فيه وطلبت منه ان يحضر ما يحتاجه الوليد من لوازم على أن يأتي يوميا وهو حامل قسم منها ولم تبقى إلا سوى أيام قلائل على الولادة حتى اكمل كل ما يحتاجه الوليد ولكن القدر لم يمهله ليرى هذا الوليد الذي طالما انتظره بشغف ولكن الرصاصات الغادرة كانت له بالمرصاد اختطفته من الحياة ليسكن القبر ويترك زوجته وحيدة لا تدري ماذا تصنع ؟ والى أين تذهب؟ ولا عمن تبحث؟ وأين تجد الحلول المناسبة لكل مشاكلها؟
التي أتتها من كل مكان فجاءة ولا تدري لما درات لها الدنيا ظهرها بعدما ذاقت طعم السعادة مع حبيبها والعشق الذي كان ينسيها ما تعاني هي وزوجها من شظف العيش ولكن رغم المرارة التي كانت تغلف حبها لان الأمل في المستقبل لا ينقطع عنها لأنها تراه مستقبلا جميلا وكأنها تعيش في قصص ألف ليلة وليلة في قصر عالي يملئه الخدم والحشم وأصناف الطعام التي لا تنتهي وترى وليدها يلعب بمختلف الألعاب في حديقة واسعة مترامية الأطراف جميلة المنظر ذات رائحة زكيه لما تغطيها زهور مختلفة الأنواع و ألوان والروائح ولكن هذه الأحلام لم تراها في الحقيقة وكأنها سراب ذهبت عنها بعيدا إلى غير رجعة حيث عادت إلى واقعها الأليم الذي حست معه بالذل و المهانة التي ترافقها في حياتها الحالية بعدما قتل زوجها من بين يديها وخار صريعا خطفته تلك الأطلاقات الغادرة وملك الموت يعالج روحه فخر جثة هامدة بلا حراك وهي تناديه بأعلى صوتها ولكنه لم يسمع صوتها رغم ارتفاعه لأنه فقد كل شيء أي فقد الحياة بدون كلمة وداع وهي تنظر إليه تضرب على وجهها بقوة وكان ضربها يعيده إليها وتقول في نفسها انه يمثل عليها حتى يعرف مدى حبها له ولكنها حينما لمسته بيدها التي ترجف من شدة الخوف والهلع الذي تمكن منها ورفعت يدها إلى وجهها لتنظر ما هذا البلل الذي لامس يدها ؟
فإذا هو دم حبيبها وتنادي آهل الغيرة في إنقاذه لا تعرف ماذا تفعل، والى أين تتجه؟
ومن يربت على كتفها؟ ومن يجفف دموعها ؟
ومن يأنس وحدتها؟ والى من تعترف بحبها؟
يا ترى من يعوضها عن زوجها الذي فقدته؟
من يأتي بمثل أخلاقه؟
ومن يعينها على تلك الحياة التعيسة حتى يأتيها الموت؟
وهناك تساؤلات كثيرة تدور في رأسها ولكنها لم تجد إجابة لكل ذلك ولا تعرف إلى من تتجه حتى يجيبها عن ذلك؟حيث لديها شروط لمن يجيب، على أن يكون حنينا ذو قلب رهيف يحس بما تشعر به وما تعاني منه من ماسي ومشكلات لا يستطيع قلبها تحمل كل ذلك هل هذا موجود في هذا الكون أم لا؟ وحينما تنظر إلى الزمان التي هي فيه ليس هناك أمل يخطر على بالها، لأنها ترى هذا الزمان قد ضاع فيه الآمان وكثر المجرمين بل وعتا تهم وانتهكت الأعراض وذهب الشرفاء وبقي البخلاء وتركت الشهامة والمروءة واصبح البشر كذئاب تجول ليل نهار تبحث عن لقمة سائغة لتضعها بين أنيابها ولا يهما شكل المجروح ولا هم الذي يحيط به ولا المشكلة التي يعني منها ولما وضع في هذا الطريق الموغل في الرذيلة التي ينسى الإنسان إنسانيته ويصبح بشر غير سوي لأنه تعلم الأجرام والفساد والانحلال والسقوط ونسى شرع الله واتخذ من الخطيئة دربا موحشا يسير مع غيره من الذين ينهجون نفس نهجه 0
وحينما رجعت إلى بيتها وقد وارى زوجها التراب بقيت وحيدة لا أنيس لها ولا معيل لها ولا تدري ماذا تأكل؟ ولا من أين يأتيها الرزق؟
وقد بدأت بأعمال مختلفة لأنها لم تعرف قبل زواجها إلا الجلوس قي الدار وكلما بدأت في وظيفة حتى يراودها رئيس العمل عن نفسها ولكنها تأبى و تضطر إلى أن تترك العمل وتبحث عن أخر وهكذا إلى أن وصلت مرحلة اليأس الذي لا رجوع عنه بعدما عانت كثيرا ولا أمل لها إلا السقوط في الرذيلة وعليها أن تسلم جسدها الطاهر إلى رئيس العمل و كأنها جثة هامدة واعتادت على ذلك حتى أصبحت مومسا تتناقل من يد إلى اخرى00
بعدما كانت شريفة عفيفة لا ترى الرجال ولا تنظر إليهم ولا تسمع إليهم لأنها لن ترى رجلا غير زوجها ولا تعرف أحد سواه يا ترى من أوصل هذه المسكينة إلى طريق الرذيلة والسقوط في الهاوية بعيدا عن الأخلاق العالية التي كانت تتمسك بها طيلة التي سبقت موت زوجها لأنها ربيت وعاشت على ذلك، أليس هذا الذي قتل زوجها وشردها هي وأطفالها الصغار وجعلها من غير معيل؟
أليس هذا القاتل ساعد على نشر الرذيلة والفاحشة في المجتمع لأنه أحد الأسباب المهمة في السقوط هذا؟
وإذا بطفل يولد على أصوات الزغاريد التي تملئ المكان الذي ولد في الدنيا صارخا بصيحات البكاء والعويل حيث ترك مكانا أمنا لم يعرف معنى الدنيا ولا تقلباتها بأبنائها وكيف تفعل بهم حينما تدور ظهرها عليهم؟
حيث تذيقهم الويل والثبور لا تنقطع عنهم إلا بموتهم ومفارقة هذه الدنيا الدنيئة التي خذلت أصحابها واصبحوا حيارى لا يعرفون ماذا يفعلون تجاه ما يلاقون من مصائب وأهوال حتى شاب الصغير وضعف القوي وهرم الكبير منهم ،فتتعجب من فرحهم هذا ،ا صحيح ما أرى وما اسمع؟
أم الدنيا أعطتهم ما يتمنون؟
أم فرحوا بمجيئي لينسوا حزنا كانوا فيه من زمان ليس بالقصير حيث غادرتهم الضحكة إلى مكان بعيد والى حيث لا العودة وانفصلت عنهم إلى مكان مجهول كلما أرادوا أن يبحثوا عنها لم يجدوها؟
أم ليروحوا عن أنفسهم بهذا الخبر السعيد بميلادي ؟
حيث التقوا جميعا صغيرهم وكبيرهم وشبابهم و شابتهم ونسائهم ورجالهم حولي وأنا انظر إليهم أتتفحص وجوههم الواحد تلو الأخر وهم ينظرون ألي بنظرة ملئها الفرح والسعادة والسرور ابتهاجا بمقدمي حيث نحروا الذبائح وأعلنوا علامات السرور في كل ارجاء المحلة00000