حدثتني نفسي أني تراب ! فأردت أن أؤدبها!!!
فيا تراب :
أولك نطفة مذرة ،
وآخرك جيفة قذرة ،
وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة .
وما أنت إلا عبد أثقل ظهره بالذنوب ,
سيأتي يوم القيامة وقد علاه الخوف
وأغرقه العرق
وأثقلت كاحلاه المعاصي ,
يدور متوسلا متسولا بين الناس
يطلب حسنة واحدة ,
فيرده الخلق ويصرفوه عنهم ,
ثم جاءتك الملائكة لتسوقك إلى النار .
ويحك يا تراب !!!
من ذا الذي يعرف كيف ستكون خاتمتك
أيها العبد الحقير العاصي ؟!
هل ستكون كعمر بن عبد العزيز رحمه الله
عند احتضاره قال لمن عنده :
اخرجوا فلا يبق منكم أحد .
فخرجوا , وجلسوا عند الباب يستمعون ,
فسمعوه يقول :
مرحبا بهذه الوجوه ,
ليست بوجوه إنس ولا جن ,
ثم قال : [ تِلْكَ الدَّارُ الآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ
لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ
وَلَا فَسَادًا وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ]
ثم مات رحمه الله .
أم ستكون خاتمتك كالعابد الزاهد
عبد الله بن إدريس
حين اشتد عليه الكرب
فلما اخذ يشهق بكت ابنته
فقال : يا بنيتي لا تبكي
فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة
كلها لأجل هذا المصرع
أما عامر بن عبد الله بن الزبير :
فلقد كان على فراش الموت
يعد أنفاس الحياة وأهله حوله يبكون
فبينما هو يصارع الموت سمع المؤذن
ينادي لصلاة المغرب ونفسه تحشرج في حلقه
وقد أشتد نزعه وعظم كربه
فلما سمع النداء قال لمن حوله :
خذوا بيدي ..!!
قالوا : إلى أين ؟ ..
قال : إلى المسجد ..
قالوا : وأنت على هذه الحال !!
قال : سبحان الله .. !!
أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه
خذوا بيدي
فحملوه بين رجلين
فصلى ركعة مع الإمام ثم مات في سجوده .
نعم مات وهو ساجد ..
واحتضر عبد الرحمن بن الأسود فبكى
فقيل له : ما يبكيك !!
وأنت أنت يعني في العبادة والخشوع ..
والزهد والخضوع ..
فقال : أبكي والله أسفاً على الصلاة والصوم
ثم لم يزل يتلو حتى مات ..
أم ستكون كيزيد الرقاشي
فإنه لما نزل به الموت أخذ يبكي ويقول :
من يصلي لك يا يزيد إذا مت ؟
ومن يصوم لك ؟
ومن يستغفر لك من الذنوب
ثم تشهد ومات ..