زمان الغواية : Jul 2005
المكان : بين حائل وحائل ..!!
عدد الأدلة: 770
سَيْفُ بنُ ذِي يزَن فِي المزَادِ العلنِيِّ ..!
أقرب إلى التجربة المسرحية الموزونة على البسيط منها إلى الشعر ..
غيرَ أن ابنَ ذي يزن ذلك الثائر ضد الأحباش الذي استولوا على اليمن في عهده لا يزال يشكو الحصار إلى الآن ، نراه وقد رجع إلى هذا العصر فوجد ذلك العربي المستغرِبُ المستغربُ من ابن ذي يزن المتعصب لعروبته وقد رأى أنها ملكت الدنيا ، ولكن ذلك المستغربَ لم يلبث أن أخبر ابن يزن أنه عاد ولكن في حتَّةِ متحفٍ وطنيٍ للتراثِ والثقافة ..!
مسكين أنت أيها البطل ..!
والمخرج شخصيا يقدم اعتذاره غير المقبول للأعشى الكبير ، وللمتنبي خصوصا
- مَنْ أَنْتَ ؟!
- لا أحَـدٌ في الكَوْنِ يَسْمَعُني
- مَنْ أَنْتَ ؟!
– حتَّى أنَا ما عُدْتُ أَعْرِفُني .!
- مَنْ أنتَ ؟!
- شيءٌ من التَّارِيخِ يَنْزَعُهُ ..
- هَلْ أَنْتَ...
- ثُمَّ إلى المَجْهُولِ يَنْزَعُني ..!!
- أََأَنْتَ ..
- لا ، ثُمَّ إِنِّي لَسْتُ أُحْجِيَةً !
- هَلِ ..
- ابْتَعِدْ أنْتَ يَا ثَرْثَارُ تُزْعِجُني ..!
" أَلَسْتَ تَعْرِفُني ؟! أَلَسْتَ تَعْرِفُني ؟! "
" أنَا ابْنُ ذِي يَزَنٍ .."
- سَيْفُ بنُ ذِي يَـزَنِ ؟؟!
- مِنْ أَرْضِ فَارِسَ ..
حتَّى أَرْضِ قَيْصرَ ..
حتَّى مَشْرِقِ الشَّامِ ..
حَتَّى مَغْرِبِ اليمَنِ..!
لقَدْ ملَكْتُ جَمِيعَ الأَرْضِ ..!
- وا أسَفِي .!
لقَدْ ملَكْتَ ولَمْ تَمْلِكْ سِوَى الكفَنِ .!!
- هَذِي التَّوَارِيخُ فَانْظُرْ ..
- كُلُّهَا ضَحِكٌ على الذُّقُونِ ..!
- لَكَ الوَيْلاتُ .! تَصْدُقُني .؟!
- نَعَمْ .
- فمَاذا جرَى يَا أَنْتَ .؟!
- قَدْ رحلَتْ كُلُّ النَّوَارِسِ عَنْ أَرْضِي وعَنْ وطَني .!
- حَتَّى الأَعارِيبُ .؟!
- تَبًّا ... كُلُّهُمْ قُتِلُوا ..
لَمْ يَبْقَ مِنهُمْ سِوَى الأَطْلالِ والدِّمَنِ .!
- أَيْنَ القيَاصِرُةُ الرُّومَانُ؟!
- قَدْ أسَرُوا أَبِي ..!
- وفَارِسُ ؟!
- هَا قَدْ جَاءَ يَفْرُسُني .!
- أمَا الطِّرَادُ لنَا وتِلْكَ عَادَتُنَا .؟!
- بَلَى ، الطِّرَادُ عَنِ البِلادِ والوَطَنِ .!
- " نَحْنُ الفوَارِسُ يَوْمَ .."
- اِخْرَسْ .
- " ـوِ ضاحِيَةً ..! "
ويَلُ امِّكُمْ ثَكِلَتْكُمْ كَيْفَ تُخْرِسُني .؟!
- What this .؟!
- أَلا ذُسْذِسَتْ أَحْلامُكُمْ أبَدًا ..
أتَفْلَحُونَ وذَيْلُ الرَّطْنِ يَلْدَغُني ...؟!
- أنَا المُطَـارَدُ .. لا أَهْلٌ ولا سكَنٌ ..
- أَنْتَ المُطَارَ...
- وَعَنْ أَهْلِي وَعَنْ سَكني ...!
- وأَيْنَ عِزَّتُكُمْ .؟!
- العِزَّةُ انْتحرَتْ ..
- وأَيْنَ نَخوَتُكُم .؟!
- هَلْ جِئْتَ تَسْأَلُني ..؟!
- وأَيْنَ تَارِيخُكُم ؟!
- ولَّى .!
- وأَيْنَ مضَى ؟!
- ولَّى كطَيْفٍ عَجُولٍ مَرَّ بالوَسَنِ ..!
- مَا شَأْنُ أَبْنَائِكُم .؟!
- مِنَ الوَريدِ إِلَى الورِيـ ...
- وَأَوْطَانِكُمْ .؟؟؟!!
- اللهَ يَا وطني ..!
- والَعْنتَرِيَّاتُ ؟!
- لَمْ تَقْتُلْ بَعُوضتَهُمْ..
لَمْ تَغْدُ ...
لَمْ تُرَ ..!
بَلْ واللهِ لَمْ تَكُنِ .!!
- وَالتَّغْلِبيُّ ؟!
- لَقْدَ بِيعَتْ قَصِيدَتُهُ ..
عَفْوًا .. كرَامتُهُ بأَبْخَسِ الثَّمَنِ ..!
- مَنِ اشْترَاهَا ؟!
- اشْترَتْهَا نَشْوَةٌ نُشِقَتْ بِمَنْخِرِ ..
الذُّلِّ مِنْ مُسْتَنْقَعٍ نَتِنِ ..!!
- واليَعْرُبيَّاتُ .؟!
- رَاحَتْ .!
- والخُيُولُ ؟!
- مضَت .!
- والسَّيْفُ ؟!
- مَاتَ .!!
- أَلاَ وَيْلُ ابْنُ ذِي يَزَنِ ..!
وأَيْنَ دَوْلَتُكُمْ ..؟!
- شمَالَ سَطْوَتِهِمْ ..
جَنُوبَ عِزَّتِهِمْ ...
غَرْبًا عَنِ الزَّمنِ ..!
- والشَّرْقُ ؟!
- ذلِكَ شَيءٌ كُنْتُ أَسْمَعُهُ ..
أهَا ..! تَذَكَّرْتُ .!
ذَا فِي المُتْحَفِ الوطَني ..
- وَمَا هُنَاكَ ؟!
- رِجَالاتٌ مُحَنَّكَةٌ .. وَتضْحِيَاتٌ ..
وآمَالٌ تُؤَرِّقني .!
وفيهِ أَيْضًا بُطُولاتٌ مُسَطَّرَةٌ ..
وأُمْنِيَاتٌ ... وأَشْيَاءٌ تُعَذِّبُني .!
وفِيهِ أَحْمَدُ مَعْرُوضٌ لِتَسْلِيَةٍ ..
إِذا نَزغْتَهُ صَاحَ : الخَيْلُ تَعْرِفُني .!
وفِيهِ أَيْضًا ..
- اللهَ ، أَنْتَ تُفْرِحُنَا ..!
- وَكُلُّ ذَلِكَ فِي مزَادهِ العَلني .!
- مزَادهِ العَلني .....؟!
- Of Course ..!
- تَبًّا .!
- Sorry..!
بالطَّبْعِ ذَلكَ فِي مزَادهِ العَلني .!
يُسدل الستار