فحقق الله رجاءها، فكانت نوبة الصرع لا تنتابها إلا وهي نائمة متمكنة، فلا تتكشَّف.
إنها الصحابية الجليلة سُعَيْرَة الأسدية، من الحبشة، عرفت بأم زُفَر -رضي الله عنها-. كانت ترعى حق اللَّه في نفسها، وتحرص على تعاليم دينها، ومع أنها كانت مريضة بالصرع فإنها لم تيأس أبدًا من رحمة اللَّه -سبحانه-، فهي تصبر على ما أصابها وتعلم أن ذلك من عزم الأمور، وأنه ما من شيء يُبْتَلى به المؤمن الصابر إلا كان في ميزان حسناته يوم القيامة، وفي ابتلاء اللَّه للإنسان حكمة عظيمة يريد اللَّه بها تنقيته من الذنوب.لذا آثرت الآخرة على الدنيا؛ لأن ما عند اللَّه خير وأبقى، حين خُيِّرت بين الدعاء لها بالشفاء وبين الجنة؛ فاختارت الجنة، ولكنها طلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تتكشف؛ لأنها ربيت فى مدرسة العفة والطهارة؛ مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وراعت حق اللَّه -تبارك وتعالى- حين قال وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)[النور: 31].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني عليها، فرضي الله عنها وأرضاها.