تأملت فى الدنيا وطالت تجاربى لتحقيق ما يدنى الى مطالبى
وأجهدت نفسى كى أنال متاعها فلم أحظ فيها بالمتاع المناسب
نظرت الى كل العوالم فى الورى فلم أرى فيها من صفاء الحبائب
ولم أرى فيهم غير من يطلب الثرى ويرغب جاها فيه أسمى المناصب
فيهم بغاة يعتدون وهمهم وصول الى الدنيا بكل المواكب
فحلت ماسى داميات بويلها وألشبت البلوى لها مخالب
وتاهت نفوس وأستمدت بغيها تصب على الدنيا عظيم المصائب
فياليت شعرى هل تلين قناتنا فنقصر عن شر وعن كل عائب
ونستلهم الأحسان فى كل مطلب ونمضى على حب التقى والرغائب
ألم تكن التقوى قياس الكرامة لكل عباد الله من كل قاطب
وأسلمنا من كان يسلم الناس بطشه ومن كان ذا دين ولين جانب
ومن يرصد الحسنات مدخرا لها يجدها رصيدا عند أكرم حاسب
فيجنى ثمار طيبات بفضلها ويسعد فى دنيا منغير غالب
ألا فارجعوا جمعا الى الله ربكم وهبوا حثيثا نحوه بالنجائب
عليك صلاه الله ياخير مرسل عن العرب الأقحاح من ال غالب