قوله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا اللعانين , قالوا : وما اللعانان يا رسول الله ؟ قال : الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم )
أما ( اللعانان ) فكذا وقع في مسلم , ووقع في رواية أبي داود ( اتقوا اللاعنين ) والروايتان صحيحتان , قال الإمام أبو سليمان الخطابي : المراد باللاعنين الأمرين الجالبين للعن الحاملين الناس عليه والداعيين إليه , وذلك أن من فعلهما شتم ولعن , يعني عادة الناس لعنه , فلما صارا سببا لذلك أضيف اللعن إليهما . قال : وقد يكون اللاعن بمعنى الملعون , والملاعن مواضع اللعن , قلت : فعلى هذا يكون التقدير : اتقوا الأمرين الملعون فاعلهما , وهذا على رواية أبي داود . وأما رواية مسلم فمعناها - والله أعلم - اتقوا فعل اللعانين أي : صاحبي اللعن , وهما اللذان يلعنهما الناس في العادة . والله أعلم .
قال الخطابي وغيره من العلماء : المراد بالظل هنا مستظل الناس الذي اتخذوه مقيلا ومناخا ينزلونه ويقعدون فيه , وليس كل ظل يحرم القعود تحته , فقد قعد النبي صلى الله عليه وسلم تحت حايش النخل لحاجته وله ظل بلا شك . والله أعلم .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( الذي يتخلى في طريق الناس ) فمعناه يتغوط في موضع يمر به الناس وما نهى عنه في الظل والطريق لما فيه من إيذاء المسلمين بتنجيس من يمر به ونتنه واستقذاره . والله أعلم .