نبى الله سليمان بن داود عليهما السلام
قال سليمان لجنوده من الجن من يأتينى بعرشها وهو سريرملكها وجاء به الذى عنده علم من الكتاب فلما راه سليمان مستقرا عنده شكر ربه وقال عهذا من فضل ربى ليبلومنى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما شكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غنى كريم ثم أمرهم بأن ينكروا لها عرشها لنرى هل تعرفه أم لا فلما جاءت قال لها أهكذا عرشك قالت كأنه هو وكان سليمان قد أمر أن يغير حلى هذا العرش وينكر لها فهمها وعقلها قالت كأنه هو فهذا يدل على فطنتها وكثرة فهمها وذلك لأنها لم تصدق واستبعدت أن يكون عرشها لأنها خلفته وراءها بأرض اليمن ولم تكن تعلم أن أحدا يقدر على هذا الصنع العجيب الغريب وصدها ماكانت تعبد من دون الله أى منعها عبادة الشمس التى كانت تسجد لها هى وقومها من دون الله اتباعا لدين لدين أبائهم وأسلافهم وكان سليمان قد أمر ببناء صرح من زجاج وعمل فى ممره ماء وجعل عليه سقفا من زجاج وجعل فيه السمك وغير ذلك من دواب الماء وأمرت بدخول الصرح وسليمان جالس على سريره فلما دخلت عليه حسبته ماء فرفعت عن ساقيها خوفا من البلل عند ذلك أقرت وأمنت بالله رب العالمين وبعد ذلك جاءت روايات بأنها تزوجت سليمان وأقرها على ملك اليمن وقيل أيضا إن سليمان لم يتزوجها بل زوجها بملك همدان وأقرها على ملك اليمن وقد جاء ذلك فى قول الحق سبحانه وتعالى " فلما راءه مستقرا عتده قال هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أأكفر ومن شكر فإينما يشكر لنفسه ومن كغفر فإن ربى غنى كريم قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدى أم تكون من الذين لايهتدون فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين وصدها ماكانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين قيل لها ادخلى الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت ربى إنى ظلمت نفسى وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين "