1
مَزِّقيها ..
كُتُبي الفارغَةَ الجَوْفَاءَ إنْ تَسْتَلِميها ..
والْعَنِيني .. والْعَنِيْها
كاذباً كنتُ. وحُبِّي لكِ دعوى أَدَّعِيْها..
إنَّني أكتُبُ لللهوِ.. فلا تعتقدي ما جاءَ فيها..
فأنا ــ كاتبهَا المهْوُوُسَ ــ لا أذكرُهُ
ما جاءَ فيها ..
2
إقْذِفيها ..
إقْذِفي تلكَ الرسالاتِ .. بِسَلِّ المُهْمَلاتِ
واحْذَري ..
أنْ تَقَعي في الشَرَكِ المُخْبُوءِ بين الكَلِمَاتِ
فأنا نفسيَ لا أُدركُ معنى كَلِمَاتي..
فِكَري تَغْلي ..
ولا بُدَّ لطُوفان ظُنُوني مِنْ قَنَاةِ..
أَرْسُمُ الحرفَ
كما يمشي مريضٌ في سُباتِ
فإذا سَوَّدتُ في الليلِ تِلالَ الصَفَحَاتِ..
فلأنَّ الحرفَ ، هذا الحرفَ ..
جزءٌ من حياتي
ولأنِّي رِحْلَةٌ سَوْدَاءُ .. في موج الدَوَاةِ
3
أَتْلِفيها ..
وادْفُني كُلَّ رسالاتي بأحشاءِ الوَقْودِ
واحذري أنْ تُخْطِئي ..
أنْ تقرأي يوماً بريدي ..
فأنا نفسيَ لا أذكُرُ ما يحوي بريدي ! ..
وكتاباتي ،
وأفكاري ،
وزَعْمي ،
وَوُعودي ،
لم تكُنْ شيئاً ، فحُبِّي لكِ جُزْءٌ من شُرُودي
فأنا أكتُبُ كالسَكْرانِ ..
لا أدري اتّجاهي وحُدُودي ..
أَتَلهَّى بكِ ، بالكِلْمَة ، تَمْتَصُّ وريدي ..
فحياتي كُلُّها ..
شَوْقٌ إلى حرفٍ جديدِ
ووُجُودُ الحرف من أبسطِ حاجاتِ وُجُودي
هل عرفتِ الآنَ ..
ما معنى بَريدي؟