الحب والصداقه قرار ام اختيار

الصداقة نشاط اجتماعي يدخل ضمن إطار قيم التواصل بين الأفراد في المجتمعات الإنسانية… والفرد عموما يحتاج لمثل هذا التواصل لأن الإنسان كائن اجتماعي في طبعه، وفي تركيبته النفسية والروحية،ينشد الامتداد عبر الآخر ليس في إطار الحب والزواج وحسب، بل في أطر أخرى ربما تكون الصداقة أكثرها شيوعاً وانتشاراً، وخصوصا أنها تشمل كل المراحل والفئات العمرية0وبمقدار ما تبدو الصداقة حاجة وغاية، فهي وسيلة في الوقت نفسه… وسيلة للتعبير عن الذات والبوح بالمشكلات التي تعترضنا أمام أشخاص يفترض أن هناك قدرا كبيرا من القبول والتوافق يجمعنا معهم، ولهذا اخترناهم كأصدقاء، وقبلوا بنا على هدا الأساس… لأن الحاجة متبادلة، والإحساس مشترك… لكن السؤال الذي يطرح نفسه مرارا كيف يمكن أن تتحول الصداقة إلى حب… وهل ثمة علاقة وطيدة بين الحب والصداقة أساسا ؟!
حاولنا أن نقرأ في المعاني الأساسية التي تحكم جوهر الصداقة من جهة والحب من جهة أخرى… لوجدنا أن أجمل قيم الحب هو الصدق، فالحب الصادق هو الذي يعيش ويحيا ويثمر… وفي الصداقة فالأمر لا يحتاج لاكتشاف، لأن كلمة الصداقة مشتقة في جذرها اللغوي من الصدق، وبالتالي فالشرط الأساسي لكلا العلاقتين هو واحد في الجوهر والمعنىوفي هذا السياق، فكثيرة هي الأمثال والأقوال المأثورة التي تؤكد على الصدق كشرط أساسي للصداقة، وكعامل هام من عوامل بنائها في النفوس والسلوك في آن معاً، ومن هنا قالت العرب (صديقك من َصَدقكْ… لا من صدقك- بتشديد الدال) أي أن الصدق هو حالة من قول الحقيقة، وليس من المجاراة في القول، وموافقة الصديق في كل ما يعتقد به أو يفعله، على سبيل المجاملة والممالأة المصطنعة!ولعل ما يغفره الحب انطلاقا من حالة الاندفاع العاطفي، تغفره الصداقة انطلاقا من حالة الاندفاع العقلي… فنحن نقبل أصدقائنا بعد أن تمنحهم عقولنا جواز مرور إلى الوجدان… فتبرز محاسنهم وصفاتهم المحببة انطلاقا من سلم القيم الأخلاقي والحياتي الذي نقيسهم به… أما العيوب، فرغم أن عقولنا تدركها من منطلق أن لا إنسان بلا عيوب، بما في ذلك نحن أيضا، فإن أخلاقيات الصداقة تمنعنا من أن نتعامل مع عيوب أصدقائنا بعدوانية، أو بنظرة نقدية حادة تقوم على الرفض المطلق، وكثيراً ما نجد أنفسنا منساقين لتبرير عيوب الأصدقاء والتستر عليها من بوابة المودة والألفة التي تشيعها الصداقة في النفوس، وفي النظرة للآخرين!بعد القبول العام، يأتي الارتياح… فثمة حالة ارتياح نشعر بها، أثناء وجودنا مع الحبيب، ونشعر بها مع الصديق أيضا… نرتاح لحديثه، ونرتاح للحديث معه وإليه، ونشعر بالامتنان للأوقات الجميلة التي نقيضها مع الحبيب، بنفس المقدار الذي نشعر فيه بالارتياح للصديق، سواء في أوقات العسر أو اليسر… فيالاحزان أو في الأفراحمع فارق أن الحبيب أحيانا هو من يصنع الفرح في حياتنا، وهو من يصنع الحزن أحيانا… أما الصديق، فهو يشاركنا الفرح ويؤازرنا في الحزن… ولعل مشاركته لنا في الفرح، تجعل له طعما مختلفا، لأن هذه المشاركة غالبا ما تكون فرصة لإظهار مشاعر الود الحقيقة، وللتعبير عن قيم النبل والإيثار وأحيانا نكران الذات… أما في الحزن… فالصديق الحقيقي هو الذي يجعل للحزن مساحة أصغر في حياتنا، فيحاول أن يمحو آثاره، ويخففه وقعه بالقول والفعل… وبالمشاركة الوجدانية والمادية… ولا يكون الصديق مصدرا لأحزاننا أو مسببا لها، إلا عندما تنتهي الصداقة أو تموت بفعل حالة نكران أو جفاء أو خروج نهائي يترك وراءه الأسئلة والمرارة. ومن الارتياح إلى البوح والمكاشفة… فالصداقة كما الحب هي حالة بوح ومكاشفة أيضا، لكن بينما تنحو المكاشفة مع الحبيب نحو المثالية والرومانسية… فإن المكاشفة بين الأصدقاء تتخذ طابعا واقعيا وأخويا. فرغم كل الرغبة في البوح وكشف الذات أمام من نحب، فإننا نحاول في الوقت نفسه أن نظل ضمن السياق الرومانسي الذي يظهر الجانب الشفاف والمرهف من شخصيتنا، وقد نخجل من التعبير عن بعض المشكلات المادية التي تعترضنا أمام الحبيب… أما مع الصديق، فالأمر يبدو مختلفاً… وحاجز الخجل يذوب أمام الأفق الواسع التي تفتحه أمامنا علاقة الصداقة بما فيها من مؤازرة ومساندة ورغبة في مساعدة الصديق، إلى درجة قد تتجاوز ما يبذله لنا الأخ الشقيق أحيانا… ولهذا كان التعبير الأمثل عن عمق الصداقة هي الأخوة التي تخلق رابطة دم معنوية، فتفرض علينا حقوق وواجبات… ننساق لتأديتها والاستفادة منها انطلاقا من قناعة ذاتية اختيارية… ولعل مسألة الاختيار مسألة مهمة في علاقة الصداقة وقناعاتها وقيمها. وهاهنا يمكن لنا أن نتلمس بالمقابل الفروق والتباينات بين الحب والصداقة… ففي الحب يخيل لنا أننا نختار… لكن الاختيار الحقيقي لا يبدو موجودا في عمق العلاقة العاطفية، مادمنا لا نستطيع أن نرى عيوب الحبيب، وما دمنا لا نستطيع أن نقرر نهاية العلاقة - من دون ألم- حين يخيل لنا أنها يجب أن تنتهي. ولهذا يقع المحب تحت سطوة الحب الجارف… الذي يجرف حرية قراره في النهاية. إن الحب يبدو مثل القضاء والقدر ولحظة الاختيار في الحب هي لحظة وهمية، أو في أحسن الأحوال لحظة ابتدائية… فنحن قد نختار في البداية، انطلاقا من مشاعر ومزايا نبحث عنها في صورة الحبيب… لكن الأمر يفلت من زمام اليد، ويغدو رهين المشاعر وحكم القلوب.أما في الصداقة فلحظة الاختيار تبدو أكثر واقعية ومصداقية… فنحن نختار أصدقائنا من بين كم كبير من زملاء الدراسة أو العمل… كم متشابه في الحالة أو الوضع العام أو الشرط الزماني والمكاني الذي يجمعنا بهم… لكننا نختار الصديق، لأننا ندرك بالتجربة المعاشة، وبالمحاكم العقلية أنه الأقرب والانسب السؤال الدائم الذي يطرح نفسه في الحديث عن العلاقة بين الحب والصداقة: هل يمكن أن تتحول الصداقة حين تكون بين جنسين مختلفين إلى حب…
وهل يمكن بالمقابل أن يتحول الحب إلى صداقة؟سؤال نطرحه دائما على انفسنا ولكن ما هى الاجابه

الحب والصداقه قرار ام اختيار Fdhgfnb

وهل يمكن بالمقابل أن يتحول الحب إلى صداقة؟
مش عارفة بصراحة بس فى زمانا ده وبين شبابنا ممكن تحصل اى حاجة
وممكن نتوقع كل حاجة

ومشكورة فرح على موضوعك تسلم ايدك
ونتمنا منكى المزيد والمزيد

مشرفة عدد الرسائل : 947 تاريخ التسجيل : 18/10/2008

تحدثتي حديثا جميلا عن مفهوم الصداقه والحب والعلاقه بينهما انا برائيي الحب لا يمكن ان يتحول لصداقه صعب جدااااااااااااا الصداقه تتحول لحب ولكن العكس لا يمكن فا لحب يبقى حبااااااا حتى لو افترق الحبيبان وحالت دون لقائهما الظروف وباعدت بينهما المسافات وتحكيم العقل هنا من المستحيل تحقيقه فمهما كان الانسان عاقلا ومتحكما فى عقله فالحب يتسسلل الى قلبه دون استئذان ولا يخضع لحكم العقل طرح يطول الكلام فيه اشكرك فرح واتمني لكي التوفيق الحب والصداقه قرار ام اختيار 17

» إن الإنسان قبـل الحب (( شيء)) وعنـد الحب(( كل شيء)) وبعـد الحب (( لا شيء))
» قرار قتل امرأه
» هل تخجل من الحب ؟ .. تعلم من سيد الخلق اصول الحب..!
» لا اختيار؟؟؟؟
» شاركونى فى اختيار اجمل غرفة نوم