نقـد الصـغار وخـلاف الكبار

موضوع: نقـد الصـغار وخـلاف الكبار 17/04/09, 08:21 pm

نقـد الصـغار وخـلاف الكبار

الكلمة لها أثر السحر على النفوس , وهي البلسم الشافي الذي يضمد الجراح , الكلمة بها تداوي القلوب وبها تكويها ,

الكلمة المرئية تقتل كما تحي , وتجرح كما تداوي , وتشفي كما تُمرض , ولا فرق بينها وبين المسموعة , الكلمة هي الكلمة ,

والكلمة الطيبة صدقة ,,وصدق صلى الله عليه وسلم , نعم إنها صدقة يتصدّق بها قائلها وكاتبها إن صدق فيها .

والنقد كلمة والخلاف إنما يكون في الكلمة , فهنيئا لمن عرف كيف يكتب الكلمة ويصدق فيها ,

إن إظهار ما بالكلام من عيوب ومحاسن مطلب رفيع , بالنقد نميّز الجيد من الرديء , فبعض الكلام جيد وبعضه رديء , هكذا عرّف أهل المعاجم النقد .

إلا أننا بُلينا بنقد المعّرف لا الكلمة , وبقصد الكاتب لا الموضوع , ونسينا أو تناسينا أن الكلمة أمانة والناقد بصير , داء الأمة المعاصر , الغيرة والحسد , والعظمة أحيانا , كلها تفتك بصاحبها ولا تجعله يقرأ بعينه بل تنعمي العين ليقرأ القلب مقدّما سوءا قبل البحث عن المحاسن .

ولذلك أن ينقدك الصغار فأنت كاتب ناجح , لأنهم وجدوا في نقدك موضوعا لهم أو يخالفك كبيرا في قلمه وهذا هو النجاح

ولذلك تطرب النفوس عندما تتذوق خلاف الكبار , بموضوعية بعيدة عن المعرفات وبعيدا عن المقاصد إلا في المكتوب , وما تقع عليه العين من الخطأ .

نقدٌ لايؤذي العين ولا يجرح النفس , فيه الاحترام , وفيه الصدق وبداخله مغلّف النفع , باطنه الخير وظاهره الإصلاح ..
ليس كلّ كم خلفك ناقد ولا كلّ من أعترض عليك صادق .

وأعجب ممّن يحمل همّا للصغار , ومعقّدي الأقلام , ومشوهين أمانة الكلمة بضعف مقاصدهم وهزال أهدافهم , الغيرة تعميهم , انبرت أقلامهم لتتبع العثرات وزلة الأقلام وتركوا محاسنها وما فيها من خير ,,فرأوها بعين طبعهم المريض , فما أزاحوا الستار ليعرفوا ما فيها من الخير .

إن القلب الأبيض يحمل قلما ناصعا يحفر به ساحات الخير ليصل صوته ومكنونه لعيون القراء التي طالما قدّر في نفسه احترامها فما حمل قلمه إلا لهم , وما كتب حروفه إلا لقلوبهم ليعالج همومهم , ويغرس في النفوس الخير بذوره الصدق وأوراقه ظلال يانعة , وثماره الصلاح الذي يعمّ الأرض , ثم نذهب بعيدا في النوايا , أو نعرّج على البواطن وما تحمل فهذا والله ليس بنقد ولا مخالفه بل هو الهوى نعوذ بالله منه .

كتبته لا لشيء بالنفس ولكن لنرتقي بالنقد الباطن إلا النقد الظاهر ,وليعرف الكاتب جيّد كلامه من رديئه , ولنجعل الخلاف علاجا للخطأ وتقويما لمعرفة الصواب , لن نعالج قيما ولن نحارب فسادا إذا لم نصدق فيما نكتب أو ننتقد أو نخالف , لن نبني إذا لم نكن أهل بناء .

كتبته لأني أرى أقلاما موفقه بتوفيق الله تكتب هنا وهنا , كثيرون يملكون القلم يقتل البعض كلماتهم بجهلٍ منه , شهدت لأقلامهم ساحة المدونات أو ساحات الكلمة الأخرى في الحوار والسياسة , فما لنا بتجهيلهم .

حتى تصدق أبتعد عن حشر الكلمات في طرحك ونقدك وخلافك , وأبتعد عن غموض الكلمة وتعقيدها , إن جمال الكلمة في وضوحها وسهولتها
إن التكلّف في العبارات والتصنع في إبرازها بحلّة بهيّة يفقدها قيمتها ومعناها .

ولن ترقى بك الكلمة حتى ترقى بها أنت , ولن ترقى بها إلا أذا عرفت كيف تختار أطيب الكلم وأفضل المقاصد في هدفك , والكتابة الواضحه خير من الغامضة , والمباشرة خير من الملتوية , تجعل مقالك يصل للقلب قبل العين

سطّرته بين أيديكم ولا تذهب النفوس إلىى ماوراء ذلك ولا تبعد العيون عن ظاهر الكلام ولا يصل القلب شيء غير مقصود فما قصدت إلا الخير

ولنناقش قضية النقد والخلاف لنصل الى علاج صحيح يعود بالرقي الكامل لكل الساحات , ولنحمّل الأمانة إلى الكتاب بالمدونات وغيرهم أن ينتقي الموضوع قبل طرحه ويعرف ماذا سيعالج فيه ,

فإننا نرى إقبالا لمقالات المدونات فليختار كتّابها ما ينفع العين إذا وقعت عليه وما يعالج من القضايا وخصوصا الاجتماعية وغيرها وليست العبرة بكثرة المكتوب ولكن العبرة بما يكون فيه النفع

مشرفة عدد الرسائل : 2222 تاريخ التسجيل : 30/07/2008