الجبروت: صفة لله مأخوذة من اسمه الجبار، الوارد في قوله تعالى: { العزيز الجبار المتكبر }(الحشر: 23) والوارد في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ) رواه أبو داود والنسائي . ومعنى هذه الصفة: أن الله سبحانه متصف بالتعالي والقهر فهو سبحانه فوق كل شيء وليس فوقه شيء، وهو سبحانه الذي قهر العباد بأمره الكوني فلا يخرج أحد عن سلطانه، فهو الذي يحيي ويميت، ويرزق ويفقر، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء في خلقه لا راد لأمره، ولا ناقض لقضائه .
الجلال: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى:{ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }(الرحمن:27)، ومأخوذة أيضاً من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( يقول - أي الله -: وعزَّتي وجلالي وكبريائي وعظمتي؛ لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله ) رواه البخاري ومعنى هذه الصفة أن الله متصف بالغاية من عظم القدر والرفعة والشرف والسؤدد .
الجمال: صفة لله مأخوذة من اسمه الجميل، الوارد في قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله جميل يحب الجمال ) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة أن الله له الحسن المطلق والجمال المتفرد الذي لا يشبهه أحد فيه، ويكفي لبيان جمال الله أن أهل الجنة مع ما هم فيه من النعيم المقيم، وأفانين اللذات والسرور التي لا يُقدر قدرها، إذا رأوا ربهم، وتمتعوا بالنظر إلى وجهه الكريم؛ نسوا كل ما هم فيه، واضمحل عندهم هذا النعيم، وودوا لو تدوم لهم هذه الحال، ولم يكن شيء أحب إليهم من الاستغراق في شهود هذا الجمال، واكتسبوا من جماله ونوره سبحانه جمالاً إلى جمالهم، وبقوا في شوق دائم إلى رؤيته، حتى إنهم يفرحون بيوم رؤية الله فرحاً تكاد تطير له القلوب .
الجود: صفة لله مأخوذة من اسمه الجواد، الوارد في قوله - صلى الله عليه وسلم - إن الله جواد يحب الجود ) رواه الترمذي ومعنى هذه الصفة اتصاف الله بكثرة العطاء والإحسان فجوده وفضله عم الوجود كله .
الحُكم: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى: { أفغير الله أبتغي حكماً }(الأنعام: 114) ومن قوله تعالى:{ فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين }(الأعراف:87) وفي حديث هانئ بن يزيد - رضي الله عنه -؛ أنه لما وفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع قومه؛ سمعهم يكنونه بأبي الحكم، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ( إنَّ الله هو الحَكَم، وإليه الحُكم ) رواه أبو داود والنسائي . ومعنى هذه الصفة أن الله هو المشرّع المبين لأحكام الحلال والحرام، وأن الناس إنما تصدر عن تشريعه وحكمه، فلا يُحلل إلا ما حلله الله، ولا يُحرّم إلا ما حرمه الله .
الحب: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى: { وأحسنوا إن الله يحب المحسنين }(البقرة: 195 ) وقوله:{ فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه }(المائدة:54) وفي الحديث قال - صلى الله عليه وسلم يوم خيبر -: ( .. لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يُحـبُّ اللهَ ورسولهَ، ويحبُّه اللهُ ورسولـهُُ ) رواه البخـاري، ومسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله يود أولياءه، ويلطف بهم ،ويحسن إليهم، ويتفضل عليهم بأنواع اللطائف والمنن .
الحسيب: صفة لله مأخوذة من اسمه الحسيب الوارد في قوله تعالى: { إن الله كان على كل شيء حسيباً }(النساء:86 ) والوارد في حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( إن كان أحدكم مادحاً لا محالة؛ فليقل: أحسب كذا وكذا - إن كان يرى أنه كذلك -، وحسيبه الله، ولا يُزكِّى على الله أحداً ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة أن الله يعلم مقادير الأشياء وأعدادها، فهو يعلم مقادير ذرات الرمال، وعدد قطر البحار والأمطار، ويعلم عدد ما عمل الناس من حسنات وسيئات لا تخفى عليه خافية، ولا يغيب عنه شيء .
الحِفْظُ: صفةٌ لله مأخوذة من اسميه الحافظ والحفيظ الثابتين بالكتاب والسنة قال تعالى:{ إن ربي على كل شيء حفيظ }(هود: 57 ) وقوله:{ فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين }(يوسف:64) وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - المشهور عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( .. احفظ الله يحفظك.. ) رواه الترمذي ومعنى هذه الصفة أن الله الحافظ للسموات والأرض وما فيهما مدة بقائهما فلا تزول ولا تدثر، وهو الذي يحفظ عباده من المهالك والمعاطب ويقيهم مصارع الشر، ويحفظ على الخلق أعمالهم ، ويحصي عليهم أقوالهم، ويعلم نياتهم وما تكن صدورهم، فلا تغيب عنه غائبة، ولا تخفى عليه خافية، ويحفظ أولياءه فيعصمهم عن مواقعة الذنوب، ويحرسهم من مكائد الشيطان، ليسلموا من شره وفتنته .
الاحتفاء: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى:{ قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً }(مريم: 47 )، ومعنى الاحتفاء أي المبالغة في الإكرام واللطف والعناية بأمر عبده المؤمن .
الحق: صفة لله مأخوذة من اسمه الحق قال تعالى:{ ذلك بأن الله هو الحق }(الحج: 6 ) وقال تعالى: { فتعالى الله الملك الحق }(طه: 114 ) وفي حديث ابن عباس - رضــي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( .. أنت الحق وقولك الحق ) رواه البخاري ، ومعنى الحق الأمر الثابت الذي لا يسع إنكاره، ويلزم إثباته والاعتراف به، ووجود الباري عز ذكره أولى ما يجب الاعتراف به ولا يسع أحد جحوده؛ إذ لا مثبت تظاهرت عليه من الدلائل البينة الباهرة ما تظاهرت على وجود الباري جل ثناؤه .
الحكمة: صفة لله مأخوذة من اسمه الحكيم، قال الله عز وجل: { والله عليم حكيم }(النساء: 26 ) وفي الحديث عن مصعب بن سعد ، عن أبيه، قال: جاء إلى رسول الله أعرابي فقال: علمني كلاما أقوله: قال: ( قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم .. ) رواه مسلم ومعنى الحكمة: يشمل القوة والمنع والعلم والإتقان وكلها في حق الله ثابتة، فالله هو القادر القوي المانع، وهو العالم حقاً الذي وسع كل شيء علماً، وهو الذي وضع كل شيء موضعه، وهو الذي خلق الخلق فأحسن خلقه وأتقنه.
الْحِِلْمُ: صفة لله ثابتة مأخوذة من اسمه الحليم، قال تعالى: { والله غني حليم }(البقرة: 263) وقوله: { إنه كان حليما غفوراً }(فاطر: 41) وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما – أنه كان من دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم - قوله: ( لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ) رواه البخاري ومسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله متصف بالصفح والأناة مع القدرة على إيقاع العقوبة، فهو سبحانه لا يستفزه غضب غاضب، ولا يستخفه جهل جاهل، ولا عصيان عاص، ولا يستحق وصف الحلم من صفح عن ضعف، وإنما الحليم هو الصفوح مع القدرة ، المتأني الذي لا يعجل بالعقوبة .
الحميد: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ وإن الله لهو الغني الحميد }(الحج:64) وعلّم النبي – صلى الله عليه وسلم - الصحابة أن يقولوا في التشهد في الصلاة: ( اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ) ومعنى هذه الصفة أن الله محمود بكل حال، مشكور في كل وقت وآن، وحمده وشكره لكمال ذاته وجميل أفعاله، فكل فعله حسن، والخير كله بيديه، والشر ليس إليه، وما يتوهمه الإنسان شراً من أفعال الله، فذلك راجع إما لسوء فهمه، أو لغفلته عن غايته، فالبراكين والفيضانات والآلام البشرية كلها خير على اعتبار أنها مذكرات للناس حتى يرجعوا إلى ربهم، وهي في ذات الوقت مكفرات للخطايا والسيئات .
الحَنَانُ: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى معدداً فضائله على نبيه يحيى – عليه السلام - :{ وحناناً من لدنا وزكاةً وكان تقياً }(مريم:13) وفي الحديث عندما ذكر النبي مواقف القيامة فذكر الصراط وشفاعة الأنبياء ثم قال: ( ثم يتحنَّن الله برحمته على مَن فيها، فما يترك فيها عبداً في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرجه منها ) رواه أحمد ، ومعنى هذه الصفة أن الله متصف بالرحمة والعطف والشفقة على المؤمنين.
الحياء: صفة لله دل عليها الكتاب والسنة قال تعالى: { والله لا يستحيي من الحق }(الأحزاب: 53)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ( إنَّ ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أنَّ يردهما صفراً خائبتين ) رواه الترمذي وآثار هذه الصفة تتمثل في إجابة دعاء المحتاجين، وقبول توبة التائبين مهما ارتكبوا من ذنوب ومعاص
الحياة : صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه الحي، قال تعالى: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }(البقرة: 255 ) وفي الحديث عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في دعائه: ( اللهم لك أسلمت، وبك آمنت .. أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون ) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة أن الله موصوف بالحياة الكاملة التي لا نقص فيها، ولم يسبقها عدم، ولا يلحقها فناء.
31 ) الخِبْرة: صفة لله مأخوذة من اسم الله الخبير، قال تعالى:{ وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير }(الأنعام:118) وفي حديث عائشة رضي الله عنها؛ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم – سألها عن سبب تتبعها له عندما خرج لزيارة المقابر في البقيع ؟ فقالت: لا شيء . قال: ( لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله هو العالم بكنه الأشياء وحقائقها، والفرق بين الخبرة والعلم أن العلم قد يطلق على العلم بالظاهر والباطن في حين أن الخبرة لا تطلق إلا على العلم بالباطن.
( 32 ) الخَلْق: صفة لله مأخوذة من اسميه "الخالق" و"الخلاق " قال تعالى: { هو الله الخالق البارئ المصور }(الحشر: 24 ) وقال تعالى:{ إن ربك هو الخلاّق العليم }(الحجر:86) وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كَخَلْقي؛ فليخلقوا ذرَّة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة ) متفق عليه . ومعنى هذه الصفة أن الله هو الذي اخترع الخلق وأنشأهم وأوجدهم من العدم.
الخُلَّة: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ واتخذ الله إبراهيم خليلاً }(النساء: 125 ) وفي الحديث: ( ولقد اتخذ الله صاحبكم خَلِيلاً )؛ يعني نفسه - صلى الله عليه وسلم - رواه مسلم ومعنى الخلة شدة المحبة وصفاء المودة واختص الله إبراهيم ومحمداً – عليهما السلام – بالخلة لشدة حبه لهما.
الديَّان: صفة لله وردت في حديث عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - قال:سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( ينادي الله العباد.. أنا الملك، أنا الدَيَّان ) رواه أحمد . ومعنى هذه الصفة أن الله هو الذي يحاسب العباد على أعمالهم، فيجزي المحسنين إحساناً، والمسيئين ما يستحقونه من عقاب جزاء ذنوبهم
الرأفة: صفة لله مأخوذة من اسمه تعالى الرؤوف، الوارد في قوله تعالى: { إن الله بالناس لرءوف رحيم }(البقرة:143) ومعنى هذه الصفة أن الله عطوف بعباده، رفيق بهم، شرع لهم ما يقوم بمصالحهم ويكون سبب سعادتهم في الدنيا والآخرة .
التجلي: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى: { فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا }(الأعراف: 341) وقال تعالى:{ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة }(القيامة: 22 – 23 ) وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - : أن أناساً في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم – قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم: ( نعم ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة أن الله يظهر نفسه لأوليائه في الآخرة فيرونه في أرض المحشر، وفي الجنة، فتكون رؤيتهم له أفضل ما أعطوا على الإطلاق .
البصر: صفة لله ورد بها الكتاب والسنة قال تعالى: { إنني معكما أسمع وأرى }(طه:46) وقال تعالى:{ ألم يعلم بأن الله يرى }(العلق:4)، وقال تعالى:{ إن الله هو السميع البصير }( غافر: 20 ) ومعنى هذه الصفة أن الله يرى كل مُبْصَرٍ لا يغيب عنه شيء .
الربوبية: صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه ( الرب ) قال تعالى: { الحمد لله رب العالمين }(الفاتحة:1) وفي حديث العباس بن عبد المطلب ، - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم – نبياً ) رواه مسلم . ومعنى صفة الربوبية أن الله مالك الخلق ومنشؤهم، وصاحب الأمر فيهم، وهو مصلح أمورهم والقائم على أرزاقهم .
الرحمة: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }(البقرة: 64) وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -؛ قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( لما خلق الله الخلق، كتب في كتاب، فهو عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي تغلب غضبي ) رواه البخاري ومسلم ، ومعنى هذه الصفة أن الله يعطف على عباده ويرفق بهم .
الرَّزْقُ: صفة لله مأخوذة من اسمه الرزاق والرازق قال تعالى: { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين }(الذاريات: 58 ) ومأخوذة من فعله الرَّزْقُ قال تعالى: { والله يرزق من يشاء بغير حساب }( البقرة: 212 ) وفي الحديث عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( إن الله هو المسعِّر القابض الباسط الرَّازق .. ) رواه أحمد ومعنى هذه الصفة أن الله هو المتكفل بالرزق، والقائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها. الرضا: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم }(المائدة:119 ) وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في دعائه: ( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله يقبل المؤمنين، ويُسَرُّ بهم وبأعمالهم، ويجازيهم بأحسن ما كانوا يعملون.
الرفق: صفة لله مأخوذة من اسم "الرفيق" الوارد في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ( إنَّ الله رفيق، يحب الرفق في الأمر كله ) رواه البخاري ومسلم . والوارد أيضاً في قوله – صلى الله عليه وسلم -: ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً، فَشَقَّ عليهم، فاشقُقْ عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً، فرفق بهم، فارفق به ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة: أن الله لطيف بعباده يرفق بهم، فهو خالقهم ورازقهم، وإذا عصوه دعاهم إلى التوبة ولم يعجل عليهم.
الرِّقابة: صفة لله مأخوذة من اسمه الرقيب، قال تعالى: { إن الله كان عليكم رقيبا }(النساء:1 )، ومعنى هذه الصفة أن الله لا يغفل عما خلق، فيلحقه نقص أو يدخل عليه خلل، وهذه الصفة راجعة إلى العلم والسمع والبصر؛ فإن الله تعالى رقيب على الأشياء بعلمه المقدس عن مباشرة النسيان، ورقيب للمبصَرات ببصره الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، ورقيب للمسموعات بسمعه المُدرِكِ لكل حركة وكلام ؛ فهو سبحانه رقيب عليها بهذه الصفات، لا يخرج شيء عن علمه وسمعه وبصره .
السُّبُوح: صفة ثابتة لله في السنة المطهرة، والدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - في ركوعه وسجوده: ( سُبُّوح قُدُّوس رب الملائكة والروح ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله مطهر عن كل دنس، مبرأ من كل نقص، خال من كل عيب، فهو كامل في ذاته وصفاته وأفعاله.
السِّتر: صفة ثابتة لله بالسنة الصحيحة فعن يعلى بن أمية - رضي الله عنـه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ( إن الله عَزَّ وجَلَّ حليـم، حيي، سِتِّير، يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم؛فليستتر ) رواه أبو داود ، والنسائي، وأحمد وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ( لا يستر الله على عبد في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة ). رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله يستر عباده فلا يفضحهم بما ارتكبوا من معاص وسيئات، وستره – سبحانه - على لا يقتصر على الدنيا، بل من ستره في الدنيا ستره في الآخرة وغفر ذنوبه .
سرعة الحساب: صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه "سريع الحساب" قال تعالى:{ والله سريع الحساب }(البقرة: 202 ) وقوله:{ فإن الله سريع الحساب }(آل عمران:19) وقال – صلى الله عليه وسلم – في دعائه على الكفار في غزوة الأحزاب: ( اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم وزلزلهم ) متفق عليه . وهذه الصفة تتضمن معنيين: الأول سرعة الإحصاء فهو سبحانه يحصي أعمال عباده بغير تكلف ولا مشقة بخلاف ما عليه أمر الخلق إذ لا يستطيعون ذلك إلا بجهد وإعمال فكر، والثاني: المجازاة، فهو سبحانه يجزي كل ذي عمل بما يستحق، لا يتأخر في ذلك، ولا يشغله حساب أحد عن حساب غيره .
السَّلامُ: صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة، قال تعالى:{ هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام }(الحشر: 23 )،وعن ثوبان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يدعو الله بقوله: ( اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله سالم من كل المعائب ومنها الظلم فالخلق سلموا أن ينالهم منه ظلم أو جور .
السمع: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ إنه هو السميع العليم }(الأنفال:61) وقال تعالى:{ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله }(المجادلة:1)، وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – أن النبي وعظ أصحابه في ألا يرفعوا أصواتهم في الدعاء فقال: ( أيها الناس اربعوا – أرفقوا - على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، ولكن تدعون سميعاً بصيراً ) رواه البخاري ، ومعنى هذه الصفة: أن الله - عز وجل - يسمع أصوات الخلق على اختلاف لغاتها، وتباين درجاتها، لا يخفى عليه شيء منها.
السؤدد: صفة لله ثابتة في السنة المطهرة في قوله - صلى الله عليه وسلم - السيد الله تبارك وتعالى ) رواه أبو داود ومعنى هذه الصفة: أن الله هو المتصف بكل معاني السؤدد من الملك والشرف والرفعة والنصرة والولاية.
الشفاء: صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة، قال تعالى:{ وإذا مرضت فهو يشفين }(الشعراء: 80 ) وعن أبي هريرة وعائشة - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يعالج أصحابه بهذا الدعاء: ( اللهم رب الناس! اذهب البأس، واشف أنت الشَّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله هو الطبيب حقاً، والمعالج صدقاً، وما يفعله الناس إنما هي أسباب يتعاطونها، لكن الله هو الفاعل الحقيقي الذي يبرئ الأسقام، ويزيل الأوجاع .