كان في مكة رجل احمر الوجه غزير الشعر متوسط القامة امن بالله ورسوله ولكن لم تكن له قبيلة تحميه لذا فقد تعرض لاذى المشركين في مكة إنه صهيب الرومي رضي الله عنه .
كان صهيب قد تعرض للاسر في طفولته خطفوه وهو غلام صغير ونشأ في ارض الروم ثم اشتراه بعض العرب وباعوه في مكة لعبدالله بن جدعان فاعتقه اسلم صهيب وكان من المستضعفين الذين تعرضوا للعذاب في سبيل الله .
فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة اراد صهيب رضي الله عنه ان يلحق به مهاجرا وذات يوم اخد صهيب سيفه ورمحه وسهامه ثم ركب فرسه وانطلق نحو المدينة
شعر به المشركون وادركوا انه قد خرج مهاجرا فانطلقوا خلفه حتى لحقوا به فنزل صهيب عن فرسه واخرج سهامه .
ثم قال لهم : يا معشر قريش انكم تعلمون انني من امهر رجال مكة في الرماية والله لو اقتربتم مني سأرميكم بكل ما معي من سهام ثم امسك بسيفي واقاتلكم به ما بقي شيء منه في يدي فافعلوا ما شئتم
عرض عليهم صهيب عرضا اخر قال لهم : ان شئتم دللتكم على المكان الذي خبأت فيه مالي بمكة خذوا مالي واتركوني كي انطلق مهاجرا الى المدينة فوافقوا على ذلك اخذوا ماله وتركوه يواصل رحلة الهجرة لقد اشترى نفسه بماله .
انطلق صهيب رضي الله عنه حتى وصل الى المدينة فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبله قائلا :
( ربح البيع ابا يحي …… ربح البيع ابا يحي )
حقا انها صفقة رابحة فقد دفع ماله ليفوز بالهجرة ….
لم يكن احد قد اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما حدث لصهيب ولكن الله سبحانه اطلعه على ذلك وفي صهيب بن سنان الرومي نزل قول الله تعالى في سورة البقرة :
( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد )
عاش صهيب رضي الله عنه في المدينة مجاهدا قاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل غزواته وقد عاش رضي الله عنه حتى بلغ السبعين من عمره