عدد الرسائل : 5444 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 22/05/2008
موضوع: الشباب والطموح أين موقعهما ؟ 27/12/08, 03:23 am
الشباب ..
هي القوة والحيوية التي تعطي نتاجاً قوياً في حياتنا ، وهذه المرحلة مرحلة تحتاج إلى وافر الاهتمام وتستحق أن نضيع فيها جل اهتماماتنا وخططنا لتطوير هذه المرحلة ، بل الاهتمام بهذه الفئة ،
ويكفي قول النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال : ( سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه ، يوم لا ظل إلا ظله ، وذكر منها .. شاب نشأ في طاعة الله )
أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، فالتنشئة بكل مجال يخدم المجتمع ، فعندما نبحث داخل المصانع المنتجة والتي يعلق مدراؤها على صدورهم نجاح الفردية والاستحقاق ،
نجد أن وراء تلك المصانع الكبرى هم الشباب بل وعندما نجهز جيشاً يصول ويجول ويكتسح البراري والقفار ، فلا نجد إلا الشباب ، بل وحتى أعداء الأمة عندما يريدون وضع خططهم فلا يجدوا إلا الشباب ..
إذن فهذه الحيوية الناضجة هي المحرك الفعال ، والقوة الحقيقية لتقدم الشعوب .. فكيف إذا لم تجد هذه الطاقة الاهتمام والعناية ، بل والحضن الذي لا يجدونه في مجتمعهم ، فمن المؤكد بأن مستوى القوة في أي مجتمع سينحدر ويتجه إلى الضعف .
ومن الأرقام المخيفة التي تفزع الناظر إلى المستقبل المجهول ، هي أرقام البطالة التي نستمع إليها في إذاعاتنا المرئية والمقروءة ، فليس من السهل أن نفرح بأن الكثير من الشباب لا يجدون الفرص المعيشية التي تدعوهم إلى ممارسة مهنهم أو حتى هواياتهم ،
بل إن الأمر خطير جداً لمستقبل الشعوب والأمم ، والأدهى من ذلك والأمر هي أن يقوم شبابنا بالتخلي عنا والبحث عن دول تخدمهم وتوفر سبل معيشتهم والاهتمام بمستواهم .
قرأت برنامجاً ومشروعاً قامت به إحدى الدول – داخل محيط دولنا العربية والخليجية – يخدم فئة الشباب تحت مسمى ( القرية الشبابية المنتجة ) وذلك خلال الإجازة الدراسية
، حيث تعمل هذه الدراسة إلى استئجار قطعة أرض ذات مساحة كبيرة بحيث تجعل فيها بعض المحلات وبعض المراكز الخالية ثم يأتي أحد الشباب ويقوم بتقديم مشروعه وتشغيل هذه المحلات واستئجارها بمبلغ رمزي حيث يقوم بعرض كل ما يستطيع تقديمه وعرضه داخل محيط هذه القرية المنتجة ، وكل ما ينتج من داخل هذه القريةتقدم إلى الأسواق العالمية سواء على مستوى الدولة التي يعيش فيها أو حتى بتسويقها خارجياً .
الجميل في هذا المشروع أنه يخدم الشباب والشابات ورؤية ما يقومون به من ممارسة لهواياتهم ،وهذه خطوة تشكر عليها الدول التي فكرت بهذا المشروع ،
إلا أن من سلبيات هذا المشروع أنه وقتي بمعنى وقت الإجازة الدراسية ، ناهيك عن تعويض استئجار القطعة الكبيرة التي يقوم عليها المشروع ،
حيث طمع التجار إلى زيادة مبلغ استئجار القطعة ، والأدهى من ذلك والأمر ، بأن هذا المشروع يتبع إحدى الجمعيات الخيرية والتي عمدت إلى إقامة هذا المشروع دون النظر إلى عمل دراسة قوية ترتبط بقطاعات الأعمال .
إننا بحاجة إلى جدية في طرح المشاريع الشبابية والتي تخدم مهنهم وهواياتهم ، فلدينا شباب يتقن أعمال الأدب والشعر بل ويبرزون في ذلك ويقدموا أنفسهم بتقديم عطاءات جبارة إلا أنه ليس داخل إطار الشهرة ولا يتصل إلى اي جهة أدبية ، فنرى أشعاره ذهبت أدراج الرياح لماذا ؟ لأنه ليس الدكتور الفلاني ، ولا الرجل ذو الصيت الواسع، فقط لأنه متخرج إما من الثانوية العامة أو من جامعة غير مرموقة أو حتى لم يكمل مشواره الدراسي .
لنا شباب يبرزون في جانب التقنيات وعلوم الحاسب الآلي فنرى الإبداع الذي يتمتع به جل شبابنا وبالأخص أولئك المخترقون أو بما يسمى بالهكر ، لديهم القدرات الخارقة في مجال الحاسوب ، فلماذا لا يتم الاستفادة منهم بتطوير برامج تخدم الدول والمجتمعات ..
لنا كذلك شباب مهني يحترف النجارة ، ويحترف الحدادة ، بل وحتى يحترف المهن التي تتباهى به دول الصناعة ، لماذا لا يكون هناك اهتمام بالغ في مثل أولئك ... وغير ذلك كثير ، صحيح أن هناك اهتمام ببعض من أكملوا مشوارهم الدراسي ، إلا أن هناك شريحة من شبابنا لم يستطع إكمال مشواره التعليمي ويتمتع بمزيد من المواهب اليديوية والفكرية والتقنية .
إننا بحاجة إلى أولئك الشباب نريدهم في أحضاننا ، قبل أن يتركونا ويذهبوا إلى عالم ليس بمجتمعهم ، وليس بلغتهم فيلاقون المزيد من الاهتمام .. فلا بد أن نعلم بأن هؤلاء هم أبناؤنا وبناتنا وشبابنا ، قبل أن يكونوا أدوات تخريبية علينا لا سمح الله .
أرجوا أن تلاقي هذه الفئة المزيد من الاهتمام والمزيد من التكريم والتقدير ، وأقل القليل فأنا أرفع قبعتي احتراماً لهذه الفئة الغالية
هنون مشرفة
عدد الرسائل : 2222 تاريخ التسجيل : 30/07/2008
موضوع: رد: الشباب والطموح أين موقعهما ؟ 27/12/08, 05:07 am