ما دخل في شيء إلا زانه .. وما نُزع من شيء إلا شانه .. وهو شفيع لا يُرد في طلب الحاجات وسلامة الحصول .. فمن يخلع ثوبه برفق يضمن سلامة ثوبه .. خلاف من يجذبه بقوة ويسحبه بسرعة فإنه يشكو من تقطع أزراره وتمزقه .. والطريق الضيق بين جدارين حيث لا يتسع إلا لمرور سيارة واحدة فحسب لا تدخله هذه السيارة إلا برفق من قائدها وحذر .
( في حياتنا كلها ..)
نحتاج إلى الرفق في حياتنا كلها ..
· من رفق بنفسه فهو على الطريق المستقيم لا يضل ولا يتعب ولا يمل ولا يسأم .. قال – صلى الله عليه وسلم - " وإن لجسدك عليك حقاً " رواه البخاري
· وكذا نرفق بإخواننا وأصدقائنا ومعارفنا .. فلا نعاملهم بشدة أو قسوة بل الرفق واللين هو السبيل .. قال – ص - : - " إن الله رفيق يحب الرفق " رواه البخاري .
· وأما زوجاتنا فيحتجن إلى الرفق أشد الاحتياج .. فالمرأة تحب الكلمة الرقيقة الجميلة .. وما أسعد صباح يوم يبدأ ببسمة رقيقة قال – صلى الله عليه وسلم- : " رفقاً بالقوارير " رواه البخاري .
( أنين الجذع )
· عش مع أعظم الرفقاء – صلى الله عليه وسلم - يسمع أنين الجذع .. وهو يصعد ليخطب الجمعة على منبره الذي أعده الفتى الأنصاري له .. ما يفعل أعظم الرفقاء ؟! .. إن رفقه دفعه إلى النزول من على منبره فيذهب إلى الجذع المتألم لفراق حبيبه –صلى الله عليه وسلم- .. ويضمه .. ثم يخيره بين أن يعود إليه أو أن يزرعه في الجنة .. فاختار الجنة
فاللهم صلِّ وسلم على أعظم الرفقاء ..
( حتى الحيوان ...)
· ويتجاوز رفقه – صلى الله عليه وسلم - إلى الحيوان .. فهذا رجل جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم- فقال :: يا رسول الله ، إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها أو قال : إني لأرحم الشاة أن أذبحها ، فقال : " والشاة إن رحمتها رحمك الله " .. رواه أحمد .
· ها هو يذم القسوة والعنف مع الحيوان فيخبرنا : " دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت " .. رواه مسلم .
( هذه اللوحة خطأ رسمها )
· وهذا الرسام الهندي الذي رسم لوحة بديعة الحسن .. فيها : سنبلة قمح واقف عليها عصفور .. وهذه السنبلة مليئة بالحب .. مترعرعة النمو .. باسقة الطول .. فعلقها الملك على جدار الديوان .. ودخل الناس يهنئون الملك بهذه اللوحة ويشكرون الرسام على حسنها .. ودخل فقير مغمور في وسط الزحام واعترض على اللوحة و أعلن عن وجود خطأ فيها .. وضج الناس به فقد خالف إجماع الحضور .. فاستدعاه الملك برفق وقال: ما عندك ؟ .. قال: هذه اللوحة خطأ رسمها وغلط عرضها .. قال: ولم ؟ .. قال: لأن الرسام رسم العصفور على السنبلة وترك السنبلة مستقيمة ممتدة وهذا خطأ .. فإن العصفور إذا نزل على سنبلة القمح أمالها وأخضعها لأنه ثقيل لا يملك الرفق .. قال الملك: صدقت وأنزل اللوحة وسحبت الجائزة من الرسام .. ( كتاب لا تحزن .. الدكتور : عائض القرني )
( الأتراك يترفقون )
* الناظر إلى الجسور الخشبية التي بناها الأتراك على ممرات الأنهار مكتوب في أول الجسر " رفقاً رفقاً .. لأن المار بهدوء لا يسقط .. أما المسرع فجدير أن يهوي إلى مستقر النهر .. وعلى مداخل حدائق الزهور والورود في بعض مدن أووربا لوحة مكتوب فيها : - " ترفق " لأن الداخل مسرعاً لا يرى ذاك النبت الجميل ولا يضمن سلامة ذاك الورد الباهي فيحصل بهذا الإبادة لهذه الزهور والورود لأنه ما رفق ولا تأنى .. ( كتاب لا تحزن .. الدكتور : عائض القرني )
( ووصيتي لك .. )
* أن تجعل الرفق شعاراً لك بين أصدقائك .. وأهل بيتك .. وجيرانك ..بل وكل من حولك ..