روى ان سيدنا عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه )بينما كان يتفقد الرعية اذ استوقفه بكاء لطفل منبعث من دار كان يمر عليها ,فظن عمر أن بكاء الطفل قد يكون ليقظته من نومه ,فاستوقف نفسه لحظة حتى يفرغ الطفل من بكائه, ولكن الطفل لم يكن ليفرغ فاضطر "عمر " أن يطرق الباب فى أدب ورفق ,فلما فتحت له ربة البيت سألها فى تلطف وهوادة: يا أم الطفل قد المنى بكاء الطفل وانى لفى معونتك .
قالت الام : شكرا لك يا سيدى على هذه المروءة. وان عمر لم يفرض للاطفال نصيبا فى بيت المال حين يفطمونن , لهذا فقد فطمت طفلى لشدة حاجتنا وفقرنا وعوزنا, ولم يأت أوان فطامه بعد.......
سمع ( رضى الله عنه ) ذلك فاستأذن لنفسه , واتجه نحو المسجد ومكث به حتى الفجر يسبح الله ويستغفره, ويقول : واسوءا لعمر ؟ كم قتلت من أولاد المسلمين يا عمر ؟ ماذا يكون جوابك حينيسالك ربك , هل حققت العدل يا عمر فى أمة ولتك شئونها, ووكلت لك أمرها ؟
أيكون جوابى بأنى لم افرض للرضيع فى بيت المال نصيبا وقد فرضت لغيره .........
وما كاد يطلع عليه الفجر , ويؤم الناس للصلاة ويصلى بهم الا وقد أصدر أمره الى من ينادى الناس على ضوء النهار : لاتعجلوا فطام أولادكم فقد فرض عمر لكل مولود من يوم ولادته نصيبا .
بهذا يعطينا سيدنا عمر ( رضى الله عنه ) الدرس الاول فى تكيف الحالة الاجتماعية للاشخاص , وضمان معيشتهم , كذلك نراه اول من قدم أحدث النظم وأدقها فى السياسة الاجتماعية وفطاحل علماء الاقتصاد حين يمرون بهذه الكياسة من تاريخ عمر يخفضون الرءوس اكبارا واجلالا امام ما اكدته عدالته بأن المال حقا ثابتا لكل الناس.
فرضى الله عن عمر وعن جميع صحابته صلى الله عليه وسلم .