طار فرحا فقد مرت أعوام وهو ينتظر
.. ينتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر ..
وضعه بين ذراعيه .. أخذ يتفقده ..
لمس يديه الناعمتين .. تتالت عملية
الرفع من مكانه.. خاطبه بهمس حنون
.. وكلمات واثقة.. قائلا: من الآن سوف
يتحقق ما اطمح إليه .. ومن غير قصد
ارتفع صراخ الزوجة : بالله عليك ماذا
تفعل .. جعلت طفلنا يتقيأ .. لم ينم الأب
تلك الليلة ظل يتأمل حركات طفله البريئة
.. وما إن طل الصباح بأول شعاع ضوئي
.. قبل يد طفله وجبينه.. وغرق في
سبات عميق .. ما لبث أن رأى ابنه
يلمس المزن .. مرت السنون.. شاب
الطفل
وها قد أغلقت المدارس أبوابها.. تخرج
الابن (احمد) واصل دراسته.. ولكنه دخل
كلية مخالفة لحلم والده الذي نصحه بالالتحاق بكلية الطيران.. لهوس الأب منذ طفولته
بالرحالة ابن بطوطة و رغبته في تشابه شخصيته معه .. عاند الابن وكابر وعمل
ما يرغب به .. ليس حبا في دراسته ولكن
تقليدا لزملائه ممن حالفهم الحظ في مواصلة دراستهم.. ولكن سرعان ما تبدل حال احمد عندما اخذ يقارن بين الكليتين وما يترتب على كليته من التعب والجهد المبالغ فيه .. فنصحه والده بأن يأخذ كورس تجريبي في كلية
الطيران وإن لم يعجبه كان بها فكم كان
الوالد يحلم بأن يحقق له ابنه حلمه الضائع .. وفعلا تم ما أمر به الوالد .. مرت أسابيع
واحمد يدرس ويجتهد .. وكم كانت فرحة
احمد كبيرة عند قيادته للطائرة لأول مرة
في حياته .. لم يكن هذا الحلم ضائعا بل
حلما محققا .. فلا بأس أن يحقق احدنا
حلم والديه.. لنرى البسمة تملأ شفاههم.
موضوع: حلم الطفولة 
13/11/08, 02:04 pm
