كنت في قديم الزمان لا أعرف كيف أميز الكلمة في موطنها الصحيح
كنت احتار كيف أنطقها أو أضعها في موقعها الصحيحة من الفهم من قبل
الطرف الآخر...بل كنت ألوذ بالصمت بعيدا عن أي تصادم مع الاخر...ومع
مرور الوقت ..تعرفت...على أهمية الكلمة...دربت نفسي....وجاهدتها في العراك
حول اللغة ومعانيها وإنهمكت في بحور الشعر وقوافيه لأنني أكتشف وقد كان غيري من
الحكماء قالها ( من أراد أن يعرف معاني اللغة وغريب كلماتها عليه بالشعر) ...وعندها وجدت نفسي...أنني لدي محزون لا بأس به من الكلمات التى
تساعدني في التعامل مع الآخر على الوجه الذي أحب...ولكن كان هناك شيئا ما لا أعلم ما هو
شي خفي...لا يجعلني أوظف الكلمة في موطنها الصحيح...إذ كثرا ما يمتلكني الغضب عند أي
محاورة...ولا أعرف كيف أجيب ؟ ولا يجد الاخر مني إلا الصمت الغاضب. وذات
مرة...إشتريت رواية...وكانت تتحدث عن اهمية الكلمة وكيفية توظيفها...واهمية التعبير
عنها...نظرا لما تمثله من مكانة في التعبير عن شخصية الفرد وعما يعتمل به من مشاعر
وأحاسيس وردات الفعل...وتعبر عن واقع
الوقت والمكان...وغرقت في فصول هذة الرواية ...وخرجت...وكأنني وجدت الطريق الذي ظللت دائما أنشده ولا أجده...
نعم إن للكلمة أهمية...لا يعرفها إلا من تعود الصمت ...إلا من إحتاج أن يعبر عما يختلج في
نفسه وقلبه وعقله ولكنه يجد نفسه عاجزا عن القول عن التعبير الصحيح فلا ترى على وجهه إلا علامات الدهشة والحيرة.
إن للكلمة طعم بعذوبة....الماء الزلال في لسان الفرد منا عندما يجدها تنقذه من المواقف التى
يوضع فيها احيانا او تقول عنه ما لا يعجز هو عن سرده بالتفاصيل بل احيانا تفضي هذة الكلمة
بكل المشاعر الجياشة الغاضبة منها أو المفرحة أو المحزنة فتضفي على الفرد منا راحة إزاحة
هم ثقيل على القلب....ليجرب كلا منا ذلك ليمسك بالقلم في حالة التفاعل العاطفي ويترك نفسه
على سيجيتها سيجدها تسرح بين السطور بكلمات قد تدهشه هو شخصيا وعند إنتهاء سيصدر عنه
نفسٌ عميق جدا
ينم عن الراحة والإطمئنان بما أفضى به قلمه وقلبه....نعم إنها الكلمة ولا شيء سواها هي من
يستطيع أن يقول ما تعجز أنت تصنعه مئات المرات...ولكن هناك سؤال يلح علي...قبل
الختام...هل نحن فعلا نستطيع أن نوظف الكلمة في موطنها الحق؟...أترك...الإجابة لكم....