سما2000 المراقب العام
عدد الرسائل : 5444 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 22/05/2008
| موضوع: ليه تضيع وقتك 07/11/08, 09:23 pm | |
| ليه تضيع وقتك بسم الله الرحمن الرحيم ثبت في صحيح البخاريِ رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ") ، والمعنى أن الصحة والفراغ فرصتان نادرتان في عمر الإنسان ، ينبغي للعاقل أن يعمُرهما بأنواع العمل الصالح وطلب ، وهجر الذنوب والمعاصي ، وهذا والله هو الفوز والفلاح الحقيقي في الدنيا والآخرة .
أما من ضيعَهما فلم يعمْرهما بطاعة الله ، أو شغلَهما بمعصية الله ، فذلك قد أضاع رأس ماله، وتحمل آثام الذنوب بتلك المعاصي ، فأشقى نفسه في حاله وأهله وأمته. ولا يتبين له الغبن ألا يومُ التغابن ، حين يظهر له أنه قد باع السعادة الأبدية ، بشهوة عارضة مؤقتة وهوى جامح ، نهايتْهما إلى نكد وشقاوة ، فيندم حيث لا ينفع الندم.
أيها الإخوة في الله : فالعطلة الصيفية مثلا، يكثر فيها ضياع الأوقات والأموال ، مما يترتب عليه مفاسد كثيرة ، قد تكون عاقبتها حسرةً وندامة وخسارة . من أجل ذلك فسنقف في هذا اليوم على وقفتين الأولى حول وقت الفراغ والثانية حول نعمة المال ..فاسأل الله تعالى أن يفعنا بها .
عباد الله: إن الفراغ - وهو خلو الوقت من الشواغل، وخلو القلب من متاعب الدنيا وما فيها من مشاكل - نعمة من نعم الله ، فإذا منَّ الله على العبد براحة من ذلك مثل الإجازات ونحوها من المناسبات ، فصفى له الزمان ، وتخلى من المشاغل ..
فالواجب عليه أن يصرف فراغه في مجالات الخير ومباشرة خصال البر المتعددة ، مما يكسبه في الآخرة أجراً ، ويرفع له في العالمين ذكراً .
وذلك كزيارة الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الضعفاء والمساكين والملهوفين والأيتام،
والاجتهادِ في طلب العلم، والأخذِ بأسباب رفعة الدرجة وتكفير الإثم من عمرة لبيت الله الحرام وصلاة في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام، ودعوةٍ إلى الله ونصحٍ لعباد الله سواء في الداخل أو الخارج ، وسعيٍ للإصلاح بين الناس، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وزيارة لأخ يحبه في الله ، إلى غير ذلك من مجالات الخير المختلفة ..فمن حقق ذلك كان أنفع الناس لنفسه وللناس.
فينبغي للعبد أن يجتهد فيما تيسر له من أوقات ، شكراً للنعمة ، واغتناماً للمهلة، وشغلاً للوقت في الخير قبل مضيه.
ولنعلم إخواني أننا محاسبون يوم القيامة عن كل ثانية أو اقل تمضي من حياتنا .. يؤكد هذا قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (لا تزول قدما ابن ادم يوم القيامة من عند ربه حتى يسال عن خمس : عن عمره فيما أفناه ، و عن شبابه فيما أبلاه ، و ماله من أين اكتسبه ، و فيما أنفقه ، و ماذا عمل فيما علم )
الشاهد هنا قوله صلى الله لعيه وسلم ( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسال عن خمس : وذكر منها ( عن عمره فيما أفناه ، و عن شبابه فيما أبلاه ) والعمر هنا هو الوقت .. وقد خص مرحلة الشباب مع أنها جزء من العمر والوقت ، وذلك لأهميتها .. فالقضية خطيرة جدا ، وليست كما يتوقع البعض .
فالوقت أحبابي الكرام كما نشاهد في ذهاب، ودعاة ضياع الأوقات كثيرون ، وساعة الموت غير معروفة ، فإن لم نشغل أوقاتنا بالخير أشغلناها بما يضر في الدنيا والآخرة .. فلنحرص كل الحرص على شغل أوقاتنا وأوقات أبنائنا وأهلنا ومن حولنا بالخير ، واستغلالها بما يرضى الله تعالى .
خصوصا أن نبينا صلى الله عليه وسلم قد أوصانا باستغلال أوقات فراغنا وصحتنا عندما وجه الكلام لرجلً من أصحابه وهو الحقيقة لنا فقال: ( اِغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْل خَمْس , شَبَابك قَبْل هَرَمك , وَصِحَّتك قَبْل سَقَمك , وَغِنَاك قَبْل فَقْرك , وَفَرَاغك قَبْل شُغْلك , وَحَيَاتك قَبْل مَوْتك )
و " قال صلى الله عليه وسلم:في وصية أخرى (بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوْ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ)
و أكد علينا بالمبادرة إلى الأعمال الصالحة خصوصا في أوقات الفتن .." فقال صلى الله عليه وسلم: ( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ .. بالأعمال الصالحة ( فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا )
فشغل الوقت - يا عباد الله - بالأعمال الصالحة تجارة رابحة ومسارعة للخيرات ، وقد وعد الله من كان كذلك بالمغفرة والجنات، وهو أيضاً من أسباب صرف المحن والنجاة من الفتن، ومما يؤسف له أن بعض الناس يستغل أوقات العطل والمناسبات ، لضياع وقته ووقت أولاده ومن معه ، بحجة الترفيه عن النفس ، والتخلص من الارتباطات ، فتمضي الساعات الطويلة بدون فائدة ، بل ربما استغلت لممارسة المعاصي والمنكرات .
فكم من الناس جلس أمام الشاشات لمتابعة الأفلام أو المباريات الرياضية ، بل أحينا نشرات الأخبار ، التي ليس فيها جديد ولا مصداقية ..
وبعض الناس يمضيها في سماع الأغاني والرقص فيا يسمى بالمهرجانات الغنائية والشعبية والأعراس والاحتفالات .
وبعضهم يمضيها في القيل والقال ، ولعب الورق ونحوها من الملهيات ..
وإذا سألته لماذا هذا التفريط ؟؟ قال لك هي عطلة وفرصةٌ نريح أنفسنا فيها من عناء العمل والدراسة والارتباط .
وما يدري المسكين انه قد لا يقوم من مكانه الذي هو فيه .
فعلينا إخوة الإيمان بالجد فيما هدانا الله له من الخير، ولتنافس في خصال البر قبل أن يقع أحدنا في قبضة الموت ، فيتحقق الفوت ، ويوافى الحساب ، وتنقطع الأسباب ، ويفترق الناس إلى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير.
وعلينا إخواني أن لا نركن إلى الذين ظلموا ومضيعي الأوقات فتمسنا النار، ولنعلم أن التساهل في مخالطة أهل الفجور يدعو إلى انتكاس الأمور ، وتراكمِ الذنوب ، وسوء المصير . و كما أننا محاسبون عن أوقاتنا ..فنحن آيا محاسبون عن أوقات الآخرين ، الذي نكون سبب في ضياعها .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: "( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون * لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ". بارك الله ولكم في القرآن الكريم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم
__________________
اللهم اجعل عملي صالحا لوجهك الكريم خالصا ولاتجعل لاحدا غيرك فيه شيئا يارب العالمين
اللهم اجعلنا ممن يخدم الإسلام والمسلمين فتغدق عليه من الحسنات ما ينشرح به صدره في الدنيا ويسعد به في الآخرة يارب العالمين
| | |
| |
|