هنون مشرفة
عدد الرسائل : 2222 تاريخ التسجيل : 30/07/2008
| موضوع: يخطبني الكثير ولا أوفق فهل هذا سخط من الله أم بلاء؟ 14/10/08, 08:18 pm | |
| الســؤال | [size=9]أنا فتاة خريجة وحاصلة على درجة بكالوريوس في المحاسبة + دبلوم إدارة مكاتب وسكرتاريا، ولكنني لم أحصل على عمل بالرغم من أنني أنجح في المقابلات، وبعد ذلك فأنا أنخطب كثيرا ولكن من يأتي إلي لا يصير قسمة، ودائما أنا في ابتلاءات بالرغم من أنني ملتزمة، فهل ما أنا فيه سخط من الله؟ وهذا ما يخوفني، أم هو ابتلاء وأنا صابرة ـ والحمد لله ـ؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا، نفسي أن يرزقني الله بزوج صالح وحتى ولو كان في آخر العالم! أدعو لي أن يفرج الله كربي.
[/size]
| الجـــواب | بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ إسلام حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
إنها كلماتٌ قليلة، ولكنها لتحمل دلالات عظيمة، إن هذه الكلمات تنطق بمدى الألم العظيم الذي يعتمل في نفسك، وهي تدل بوضوح على مدى المعاناة التي تمرين بها، نعم، إنك تمرين بابتلاءات ليست بالسهلة وإن كنت لم تشيري إليها جميعاً، ولكنك أشرت إلى أشدها وأعظمها فأنت بحمد الله فتاةٌ تحرصين على طاعة الله، عفيفة في نفسك بكرم من الله وفضل، حريصةٌ على رضا الله، ومع هذا تجدين أنك إلى الآن لم تجدي الزوج الصالح الذي تطمحين أن تكوني زوجةً له تنشئين معه أسرة مؤمنة تسمعين نداء أطفالك وهم ينادونك بكلمتك الحبيبة إلى نفسك، وكذلك تريدين بيتاً مؤمناً تنشئينه على طاعة الله، بيتاً تجدين فيه نفسك وتجدين فيه شعورك كزوجةٍ محبةٍ لزوجها وكأمٍ حنون على أطفالها، ولتقومي أيضاً بهذه المهمة العظيمة تربية هذا النشأ العظيم الذي يحمل أمانة الله جل وعلا ليقيم شرعه ويقيم دينه، إنها مشاعر إنسانية طفحت بها كلماتك، ودلت عليها هذه الأسطر القليلة، وهي تدل على مدى المرارة الذي تجدينها في نفسك، وإنك لمعذورةٌ في هذا، وإنك لصاحبة فضل عظيم بالصبر على ما أنت عليه، نعم إن الذي تعانين منه بحمد الله عز وجل هو ليس سخطاً من الله، وليس غضباً من الله بكرمٍ منه وفضل، بل هو بحمد الله عز وجل بلاءٌ ابتلاك الله به، وفيه الدرجة العظيمة، وفيه المثوبة الجليلة، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) والحديث أخرجه الترمذي في سننه، وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من يرد الله به خيراً يصب منه ) أي يبتليه، والحديث أخرجه البخاري في صحيحه، وهذا هو الصواب في تفسير حالتك بإذن الله عز وجل.
فينبغي أن تحسني الظن بربك وأن تعلمي أن ما يصيبك من هذه الابتلاءات ومن هذا البلاء الذي تعاني منه إنما هو لتكفير الخطايا ولرفع الدرجات، ولتحصيل القربات عند الله جل وعلا، فإن أمر المؤمن كله له خير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) والحديث أخرجه مسلمٌ في صحيحه.
بل قال صلوات الله وسلامه عليه: (ما يصيب المسلم من نصبٍ –أي تعب- ولا وصبٍ – أي مرض - ولا همٍ ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) والحديث متفق على صحته.
فهذا هو الذي ينبغي أن تحملي حالك عليه، وأن تحسني ظنك بربك، وأن تفرحي بما آتاك الله جل وعلا من الصبر العظيم فإن جزاء الصبر عند الله ليس له حساب وليس له عدٌ ولا مقدار، كما قال تعالى: ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة ) والحديث أخرجه الترمذي في سننه.
فعليك يا أختي بتلمح العاقبة عند الله جل وعلا، وعليك بتذكر الأجر وعظيم المثوبة عند الله، نعم، الحرص على الظفر بالزوج الصالح هو شعورٌ فطريٌ في نفسك وفي نفس كل فتاة مؤمنة سويةٍ صاحبة فطرة سليمة، ولكن هذا لا يتنافى مع الصبر، ولا يتنافى مع بذل الوسع في التصبر فإن الله جل وعلا أمر بالتصبر، قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اصبر وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) وقال صلوات الله وسلامه عليه: ( والصبر ضياء ) أخرج الحديث مسلم في صحيحه.
وأيضاً فإنه لا مانع من أن يكون لك محاولات في هذا المعنى، فمن ذلك مثلاً، أن يكون لك بعض الأخوات الصالحات ممن تثقين في أمانتهن وفي عقلهن وفي كتمانهن للسر وحفظهن للأمانة فتكلمينهن في شأنك بحيث يعن على الإرشاد إليك، ويعن على تحصيل الزوج الصالح الذي تقر به عينك، ومن ذلك أيضاً: المشاركة الاجتماعية التي تكون بين الأسر الفاضلة، فإن هذا أيضاً يعين على تحصيل الزوج الصالح وكم من زيارةٍ اجتماعية لطيفة بين أسرة صالحة وأخرى قد أثمرت زواجاً وفرحاً واتصالاً وصهراً، فعليك يا أختي بأن تبذلي وسعك في هذا المعنى، والدعاء هو سلاحك وسلاح كل مؤمن ومؤمنة، فعليك بأن تدعي الله جل وعلا وأن تتضرعي إليه، ومما يشرع لك أيضاً في هذا المقام أن تصلي صلاة الحاجة، وهي صلاة ركعتين نافلتين، وبعد السلام تحمدين الله تعالى وتصلين على نبيه صلوات الله وسلامه عليه، ثم تسألين الله حاجتك، كأن تقولين: اللهم ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فهب لي من لدنك زوجاً صالحاً يعفني وأعفه وأقيم معه شرعك ونقيم طاعتك التي أمرتنا بها، ونحو هذا الدعاء المشروع، فكل هذا أمرٌ يعين على تحصيل المطلوب، والدعاء هو سلاحك قال الله تعالى: ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداعِ إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( ليس شيءٌ أكرم على الله من الدعاء ) والحديث أخرجه الترمذي في سننه، وقال صلوات الله وسلامه عليه: ( الدعاء هو العبادة ) فعليك بأن تحرصي على هذا الأمر العظيم، وأن تبذلي وسعك فيه، والله جل وعلا لن يضيع جهدك ولن يضيع صبرك، ولن يضيع كذلك سعيك في تحصيل الزوج الصالح.
وأما ما أشرت إليه من عدم الظفر بالوظيفة، فقد قال الله تعالى: ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) ومع هذا فلا مانع من أن تبحثي عن العمل النافع الذي يعينك على تحصيل معاشك وعلى تحصيل أمور دنياك، ولكن أيضاً مع الضوابط الشرعية التي لا تخفى على نظرك الكريم، وأيضاً فإن مما يشجع كثيراً من الخطاب أن تكون الفتاة صاحبة عملٍ وصاحبة وظيفة ليتعاون معها على إقامة معيشته وعلى فتح بيت الزوجية، فهذا أيضاً ينبغي أن تحرصي عليه لأنه قد يرغب كثيراً من الخطاب فيك، ويجعلك أقرب إلى المطلب لا سيما وأن كثيراً من الشباب يعانون من قلة ذات اليد، كما هو معلومٌ ومشاهد في حال المسلمين، لا سيما في البلاد عندكم، نسأل الله عز وجل أن يفرج عنكم وعن جميع عباده المؤمنين، وأن يشرح صدوركم وأن يرزقك الزوج الصالح، وأن يقر عينك بالذرية الطيبة، وأن يجعلك من عباده الصالحين القانتين الصابرين
|
| |
|
خالد الاشموني مشرف
عدد الرسائل : 5477 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 09/05/2009
| موضوع: رد: يخطبني الكثير ولا أوفق فهل هذا سخط من الله أم بلاء؟ 20/07/09, 02:46 am | |
| | |
|