بنيّتي
….
ماريا..رِفقاً بأخيك عبد الرحمن…
علّها وصية ميّتٍ
…ربما هي الأحرف الأخيرة…
تحت أزيز الرصاص
…و تغاريد القنابل..و قبالة شبح الموت…
اسطّر عُصارة حياتي
…لبّ تجاربي…علّها تجد منك أذن صاغية..
بنيّتي…
احذري عدوّ الجنوب
…فمعولهم الكيّ…و سيفهم مشهورا بوجه السنة بمفهومها الواسع…
فمن أمنهم خذلوه يوم الشدّة و من خافهم نقص ايمانه,و المؤمن الفطن يُحسنُ العدّ و العدّة يوم الحساب
…
بنيّتي…
لا يغرنّك المسمّيات
…فكم من اسمٍ لا يُطابق مسمّاه!!! فحزب الله هم المفلحون كانوا قبل انتحال ذا الاسم بقرونٍ..و شتّان بين منْ عناهم الله تعالى في كتابه و بين منْ يقطنون جنوب لبنان و بقاعه و بعضاً من شماله و كذلك وسطه…
حزب الله المزعوم هو منْ قتل أبيك الفاروق..بل عثمان
…بل الحسين!!!
حزب الله المشؤوم هو من طعن بالخلافة على ممرّ العصور و تعاقد القرون!!!
حزب الله المرموق هو من حلف بامريكا و اسرائيل كحلف بعضنا بالله تعالى!!!
بنيّتي…
في حرب تموز 2006 ميلادية عندما كنت ابنة الرحم بين الاحشاء
…غزا بني صهيون جنوب لبنان فدمروا القرى و اعملوا بكلتا يمينهم حتى وصولوا الى شمال لبنان…
فكان سنة لبنان كالأنصار يوم المهاجرين
…ففتحوا بيوتهم للشعية..و شاركوهم في المطعم و الملبس و المال..
فكان من جزاء احسانهم أن طعنوا بابي بكر و عمر و دونوا ذلك على جدران بيوت الخلاء!!!
ثم بعد سنتين و نيّف عاثوا في الارض فسادا و افسادا فاحتلوا وسط بيروت و قتلوا منْ قتلوا ثم ظلموا سنة الشمال بوضع الالغام تحت اركان البوت و تصويب القناصون رصاصاتهم نحو العزّل من الناس…حتى أصابنا ما أصاب سنة لبنان…و جدارن منزلنا شاهد الى أن يرث الله الأرض و من عليها…
بنيّتي…
22 حزيران عام 2008 ميلادية..عند الساعة السادسة و النصف صباحا
…صبيحة الأحد حيث النّاس نياماً في عطلة نهاية الاسبوع…
بدأ دويّ الرصاص في كلّ اتّجاه..و ما هي الاذ دقائق قليلة بدأت القذائف تتساقط على منازل الناس بمنْ فيها
…و كاد بيتنا بطابقه العاشر الذي يطلّ على مبانٍ تجاه جبل محسن حيث أبناء القذائف…كاد أن يسقط لولا رحمة أرحم الراحمين…
في هذه اللحظة ذهبتُ بعيداً مع افكارٍ تحلّ بي هنا و ترحل بي هناك
…
كنتِ حماك الله تلعبين..و أمك حفظها الله تتعثّر بينك و بين أخيك..بعد نصف ساعة تحت القصف العشوائي استطعنا العبور بين المنازل حتى وصلنا الطريق العام
…
أوقفنا سيارة تقلّنا حيث الأمن و الأمان
…و بينما يمضي السائق قدما و إذ بقذيفة هاون تسقط فوق رؤوسنا فأصابت مزلنا فاشتعل النيران…
فكانت نجاتك و أخيك بأعجوبة و لله الحمد
….
عدتُ الى المنزل فكانت معالم القصف واضحة…تغيّرت منطقة التبانة السنيّة…و تغيّر شارع البقار السنيّ و كذلك بعضا من القبة..
كأننا خضنا معارك مع بني صهيون!!!الاجرام هو نفسه…
و حتى ساعتي هذه و بعد مضيّ اسبوعا لم تمض ليلة الاّ و دويّ الرصاص يعلو سماء محيط جبل محسن
…أي في مناطق اهل السنة..
نعم بنيّتي…
وقف الأبطال يُدافعون عن منازلهم
…بسلاحهم المتواضع..نفد السلاح فليس الاّ صدور الرجال!!!!
جبل محسن…جبلٌ اغتصب و قطنه العلويّون ابّان نظام السوري الجائر…حيث ذا النّظام برئيسه الهالك باذن الله تعالى حافظ الأسد بقر بطون النساء و رمى بشيوخ السنة من الشرفات…فكانت الاشلاء ممزّقة و الله المستعان…
حكم السوريون بنظامهم الظالم
…نحواً من ثلاثين سنة…قتلوا من الشباب الملتزم المتمسك بدينه ما لا يعلمه الاّ الله تعالى..و بفضلهم كان السنة في لبنان اضعف الطوائف…
هُزم النّظام بضغطٍ دوليّ بعد مقتل رئيس حكومة لبنان
…ففي حقيقة الامر…خلع الجنود السوريون ملابسهم و ارتدوا ملابسا مدنية تشابه ملابس الكثير من الناس فكانوا ينقلون ما يُقال عن نظامهم للنيل منهم لاحقا…
و بعضهم سكن في جبل محسن يعدّ العدة
…و جاء وقت السداد…فالله يكن بعون سنة لبنان…
بنيّتي…
ربما أصابك الملل من ذه الوصية
…و لكن أردتّ وجه الله تعالى ثمّ تصحيح ما يُشاع …
لا تخافي بنيّتي من السيف!!!ما هي الاّ كقرصة ذبابة
… و الجنّة و نعيمها بانتظارك و أخيك…
إن طال بي العمر و قصُرَ بأبيك فسترين أنهراً من الدّماء تجري على مشارف بلاد الشّام
…
سيأتيك الدّجال يوما ما
…فلا تخرجي اليه..مهما يكن ايمانك كاملا فالزمي بيتك فهذه وصية نبيّك صلى الله عليه و سلم..
سيمكث أربعين يوماً…ففي يومه الأول تمكث الشمس سنة حتى المغيب فاقدري الصلاة و صلّي الفجر في وضح النّهار…
المكة و المدينة لن يدخلها و سيخرج اليه كل منافقٍ
…جنته نار و ناره جنة…فان استطعتي أن تشربي من ناره فافعلي…فهنيئا لك الشهادة عندئذٍ…
بنيّتي…
اجلّي العلماء
…و تقربي الى الله تعالى بحبّهم…و لا خير في رجلٍ لا يحبّ شامة الشام محمد ناصر الدين الألبانيّ…
اكثري من النّوافل
…صيامٍ و قيامٍ…فهما و بقية السنن زادك يوم لا زاد…
اجتنبي دعوة المظلوم و ان استطعت أن تكون مظلومة فافعلي فلك عند الله وقتها دعوة مجابة
…
برّ بوالدتك و أبيك
…فانت في حلٍ منّي…
بنيّتي…
احفظي القرآن أولاً
…ثم صحيحي البخاري و مسلم…ثم الفية ابن مالك في اللغة…و الفية العراقي في الحديث..
و الزمي فقه اهل الحديث ففيه النجاة كلّ النجاة…و لا يعني ذا أنّ العصمة في قولهم…
و كوني كالنحلة فاقطفي من كل علمٍ لبّه
…
بنيّتي…
يا ابنة السنة و النصف
…عند تمام سنتك الأولى أحسنت الاشارة الى السماء لسائلك (أين الله) فانت سلفية في الفطرة و ذه نعمة يغبطها عليك الكثير من الناس…
كوني معلمة لاخيك عبد الرحمن
…هذا ما ارجوه منك..
لولا وصية المحبيبن خوفا عليك من أعين العائنين لسطّرتُ الكثير عنك و عن أخيك…
بنيّتي…
استوصي بنساء السنة خيرا
…هذه وصيتي اليك فاكتبيها بماء العين…