سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه

هو أبو اسحاق سعد بن مهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشى الزهرى _رضى الله عنه _
كان أ حد السابقين الى الاسلام , ففى صحيح البخارى عنه انه قال : لقد مكثت سبعة ايام , وانى لثالث الاسلام .
هو أحد الفرسان المعدودين بألف فارس , وأحد العشرة المبشرين بالجنة , واخرهم موتا , واحد ستة الشورى الذين عينهم الفاروق للخلافة , وقال فى وصيته " ام اصابته الامرة فذاك , والا فليستعن به الوالى , فانى لم اعزله عن عجز "

قال ( ابن اسحاق ) فى المغازى : كان اصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بمكة يستخفون بصلاتهم , فبينمت" سعد " فى شعب من شعاب مكة , فى نفر من الصحابة , اذ ظهر عليهم المشركون فنافروهم وعابوا عليهم دينهم , حتى قاتلوهم , فضرب " سعد " رجلا من المشركين _ بلحى جمل _ فشجه , فكان اول دم أريق فى الاسلام .

ومن حديث السيدة عائشة ( رضى الله عنها ) قال : " لما قدم النبى ( صلى الله عليه وسلم ) المدينة , أرق ليلة , فقال : ليت رجلا صالحا من اصحابى يحرسنى , اذ سمعنا صوت سلاح , فقال : من ؟ قال : اأنا " سعد " فقام . وفى رواية فدعا له.

وروى الترمذى من حديث جابر قال :أقبل "سعد " فقال النبى ( صلى الله عليه وسلم ) " هذا خالى , فليرنى امرؤ خاله "

هو من الصحابة الذين حضروا المشاهد كلها مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) , فهو اول من رمى بسهم فى سبيل الله , وكان ذلك فى سرية " عبيدة بن الحارس " حيث بعثه لبنبى ( صلى الله عليه وسلم ) الى رابغ , لتلقى عير قريش , فتراموا بالنبل , فكان " سعد " أول من رمى بسهم وترامى يوم أحددون رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )حيث قال : فلقد رايت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يناولنى النبل ويقول : " ارو فداك أبى وأمى "
وروى الشيخان والترمذى والنسائى وابن ماجة عن " على " ( كرم الله وجهه ) : ما سمعت النبى (صلى الله عليه وسلم ) جمع أبويه لاحد الا " لسعد بن مالك "فانى سمعته يوم " احد " يقول : " ارم فداك أبى وأمى"

روى الترمذى من حديث قيس بن أبى حازم ( رضى الله عنه ) أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " اللهم استجب لسعد اذا دعاك "فكان لا يدعو الا استجيب له .
وروى " أبو العباس السراج " فى تاريخه عن " جرير بن عبد الله البجلى " ( رضى الله عنه ) انه مر بأمير المؤمنين " عمر " فساله عن " سعد " فقال : تركته فى ولايته أكرم الناس مقدرة , واقلهم قسوة , هو لهم كالام البرة , يجمع لهم كما تجمع الذرة , أشد الناس عند البأس, وأحب قريش الى الناس ,
وأخرج " محمد ابن عثمان ابن أبى شيبة " فى تاريخه بسند جيد عن " ابن اسحاق " قال : " كنا أشد أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أربعة " عمر " "على " " الزبير " " سعد " رضى الله عنهم

توفى "سعد " ( رضى الله عنه ) بقصره بالعقيق , وحمل الى المدينة على أعناق الرجال, فدفن بالبقيع سنة خمس وخمسين للهجرة.

سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه 921