اداب الاخوة فى الله

بسم الله الرحمن الرحيم
المسلم بحكم ايمانه بالله تعالى لا يحب الا اذا احب فى الله , ولا يبغض اذا ابغض الا فى الله,
ولانه لا يحب الا ما يحب الله ورسوله , ولا يكره الا ما يكره الله ورسوله,
فهو اذا بحب الله ورسوله يحب وببغضهما يبغض, والدليل على ذلك قول الرسول (صلى الله عليه وسلم )
"من احب لله , وابغض لله , واعطى لله , ومنع لله , فقد استكمل الايمان "
وبناء على ذلك فجميع عباد الله الصالحين يحبهم المسلم ويواليهم , وجميع عباد الله الفاسقين عن امر الله ورسوله يبغضهم ويعاديهم , بيد ان هذا غير مانع للمسلم ان يتخذ اخوانا اصدقاء فى الله تعالى يخصهم بمزيد محبة ووداد,اذ رغب الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فى اتخاذ مثل هؤلاء الاخوان والاصدقاء بقوله "المؤمن الف مالوف , ولا خير فيمن لا يالف ولا يؤلف" وقوله (صلى الله عليه وسلم )ايضا "ان حول العرش منابر من نور عليها قوم لباسهم نور , ووجوههم نور ليسوا بانبياء ولا شهداء , يغبطهم النبيون والشهداء. فقالوا :يا رسول الله صفهم لنا. فقال : المتحابون فى الله , والمتجالسون فى الله والمتزاورون فى الله"
وقوله (صلى الله عليه وسلم ) ايضا "ان رجلا زار اخا له فى الله فارصد الله له ملكا , فقال اين تريد ؟ قال :اريد ان ازور اخى فلانا فقال : لحاجة لك عنده ؟ قال :لا .قال : لقرابة بينك وبينه ؟قال :لا .قال : فبنعمة لك عنده ؟ قال : لا. قال فنم؟ قال : احبه فى الله . قال : فان الله ارسلنى اليك اخبرك بانه يحبك لحبك اياه , وقد اوجب لك الجنة"
ومع ذلك نجد ان شرط هذه الاخوة:
ان تكون لله وفى الله بحيث تخلو من شؤائب الدنيا, ويكون الباعث عليها الايمان بالله لا غير.
واما ادابها فهى ان يكون المتخذ اخا :
1- عاقلا:لانه لا خير فى اخوة الاحمق وصحبته
2- حسن الخلق :اذ سيىء الخلق وان كان عاقلا فقد تغلبه شهوة او يتحكم فيه غضب فيسىء الى صاحبه.
3- ان يكون تقيا : لان الفاسق الخارج عن طاعة ربه لا يؤمن جانبه.
4- ملازما للكتاب والسنة بعيدا عن الخرافة والبدعة.
اما من حقوق الاخوة فى الله فنذكر ذلك:
1- المواساه بالمال , فيواسى كل منهما اخاه بماله ان احتاج اليه.فكما روى ان ابا هريرة ( رضى الله عنه ) كان اذا اتاه رجل فقال : انى اريد ان اؤاخيك فى الله , قال : اتدرى ما حق الاخاء؟ قال : عرفنى, قال: لا تكون احق بدينارك ودرهمك منى .قال : لم ابلغ هذه المنزلة بعد , قال : فاذهب عنى.
2- ان يكون كل منهما عونا لصاحبه يقضى حاجته ويقدمها على نفسه متى استطاع ذلك.
3- ان يكف عنه لسانه الا بخير , فلا يذكر له عيبا فى غيبته او حضوره, ولا يستكشف اسراره,ولا يحاول التطلع الى خبايا نفسه.
4- ان يعطيه من لسانه ما يحبه منه, فيدعوه باحب الاسماء اليه , ةيذكره بالخير فى الغيبة والحضور ,يبلغه ثناء الناس عليه.
5- يعفو عن زلاته , ويتغاضى عن هفواته, ويستر عيوبه, ويحسن به ظنونه, وان ارتكب معصية سرا او علانية فلا يقطع مودته ولا يهمل اخوته, بل ينتظر توبته واوبته ويساعده عليها ,فان اصر فله صرمه وقطعه, او الابقاء على اخوته مع اسداد النصيحة. حيث قال الدرداء ( رضى الله عنه )" اذا تغير اخوك, وحال عما كان عليه فلا تدعه لاجل ذلك , فان اخاك يعوج مرة ويستقم اخرى "
6- الا يكلفه ما يشق عليه , والا يحمله ما لا يرتاح معه , اذ اصل الاخوة لله فلا يجوز ان تحول الى غير ذلك من جلب منافع الدنيا , فقد جاء فى الاثر : انا واتقياء امتى براء من التكلف.وقال بعض الصالحين : من سقطت كلفته , دامت الفته, ومن خفت مئونته دامت مودته.
7-ان يدعو له ولاولاده ومن يتعلق به بخير ما يدعو به لنفسه واولاده ومن يتعلق به.
فهذه اخوتى جزاكم الله خيرا بعض ما يتعلق بادب الاخوة فى الله تعالى . فالله ارجو لى ولكم الهداية والثبات باذن الله